Tarajim Acyan

Burini d. 1024 AH
173

Tarajim Acyan

Genres

07 السيد حسن المجذوب المكاشف القاطن بالسفح من جبل قاسبون قد صار يوم الاثنين رابع عشر صفر سنة ثمان عشرة وألف غريبة 3 وهي أن الزمان كان ربيعا بل لم يبق ذلك الأوان من فصل الربيع الا القليل فجاء بعد العصر من اليوم المذكور رعد وظلمة في الوجود) وتبع ذلك مطر عظيم ويرد كبير ودام ذلك حتى وقت الفروب فأمتا دمشق فإن الماء زاد فيها، وسال السيل في كل زقاق حتى قطع الطريق، لكنه لم يؤذ في نفس المدينة وأما الصالحية فانه فعل فيها مالم نسمعه قبلها. وذلك أنه نزل من الجبل ثلاثه أنهر، فكل نهر مر من ناحية، فهلك من ذلك أكثر من مثه نفس ما بين رجل وامرأة وصبي وصبئة، وخربت بيوتا كثيرة، وأتلفت أرزاقا جليلة، ومن جلة من مات (135 ب) تحت ردم السيل المذكور صاحب هذه الترجمة، وصورة ذلك أن السيد المذكور كان من بلاد تابلس ، وقيل إنه من قرية زيتا فقدم الى دمشق وجاور بالجامع الأموي عند رواق اليمانية، وكان يكثر الكلام في الجامع بالصوت العالي، ثم إفه خرج من الجامع الأموي وجلس في جامع يليغا، وجعله مقر جلوسه، فاتفق آن رجلا مولويا قتل هرة في الجامع المذكور، ثم نام . فقام اليه السيد حسن المذكور وألقى فوق رأسه صخرة عظيمة فقتله، فأخذوه الى الحاكم، فرآه غير (1) هذه الترجمة ساقطة من

============================================================

منتظم الكلام، فقان : هذا ليس له عقل فلا يكون مكلفا وأطلقه فراح من مجلس القاضي الى بستان من بساتين النيرب، وجلس فيه مجاورا له نحو خمس سنين لا يفارق البستان في الفصول الأربعة، حتى إن الثلج كان ينزل عليه يطمه ويعمه وهو جالس لا يبرح فبعد ذلك حضر من الروم رجل من الجند يقال له حسين فجاور في مغارة في جبل قاسيون، واجتمع بالسيد حسن المذكور فجذيه الى الصالحية، وجاورا في المغارة الكائنة في باب الريح في جبل قاسيون ، رتردد الناس اليهما كثيرا . وكان حسن مجذوبا يتكدم بالكلام الكثير عند زيارة الزائر فيأخذ كل أحد من كلامه حصة لنفسه تناسب مقصده فاشتهر بالمكاشفة. ورقع أهل دمشق عليه لاسيما النساء، فإنهن كن يترددن إليه ترددا كثيرا وقد كان يجتمع عنده منهن في الوقت الواحد مايزيد على منة امرآة) وكان على ما قيل يقبلهن، مكذا نقل لي بعض من شاهده. وكان حسين الرومي عاقلا يعرف الكلام ويفهم المرام. وكان من العجايب في كونه قيئد السيد حسن المذكور في مكان واحد، وكان ينطعمه ويسقيه) وينومه ويغطتيه) والحال أن السيتد المذكور كان مجذوبا مستغرقا والحاصل أنهما استمرا في المغارة مدة، ثم إن حسيتا تزوج بامرآة من نساء الصالحية، ونزلا من المغارة الى بيت المرأة المذكورة . وكان بيتها في الجبل، وكان الناس أيضا يقصدر نه في بيت المرأة المذكورة ويزورونه ريهدون إليه الهدايا الجليلة وكان سين يطبخ الطعام ويطعم السيد حستنا: والحاصل أنه كان لحسن بمنزلة الشجرة المثمرة كلما هزها ينزل ثمرها) (136 2) واستمرا على ذلك كذلك سنين عديدة) إلى آن نرل السيل المذكور، فجاء حسين الى السيد تحن وقال له: قم من هذا البيت فإن السيل قد هجم علينا ونخاف منه فلم يلتفت السيد الى كلامه) ولا نظر الى تحقيق مرامه، فقال له حين: وحيث لم تذمب آنت

============================================================

فأنا ممك، لا أفارنك لحظة واحدة فجلس، فجاء السيل فمات منه الحسن والحسين فأما السيد حسن فإن البيت الذي كان فيه وقع عليه فقتله. وأما الشيخ حسين فإن الماء طغى على المكان الذي هو فيه ففرقه وخنقه) ووجدوه مستندا إلى مدخنة كانت هناك ويده الشمال على فيه وأنفه، ووجدوا إصبعه السبيابة قاثمة إشارة الى أنه شهد لله بالوحدانية عند فراغ أجله.

وطلع الناس من مدينة دمشق وحضروا جنازة الرجلين المذكورين وكان في دمشق رجل مصري يوصف بالصلاح ، فطلع بوما إلى قاسيون وقصد زيارة الرجلين المذكورين، فرأى السيد المذكور على ما نقله وتقلده المصري يقبل بعض النساء فنزل المصرئ الى دمشق وحمل سيفا له وطلع الى الجبل ، فلما قرب الى السيد حسن المذكور بادر الى ضربه بالسيف .

فضربه نحو آربع ضربات غالبها في عنقه وفي كتفه. وحال الناس بينه وبينه فقام السيد حسن والدم يقطر من جميع جهاته وكان يقول: ما أكثر هذا الدم ا من أين ينزل هذا الدم؟ وكان يسكب الماء على جروحه والدم يفيض. فلم يزل على ذلك الى أن أحضروا له رجلا يداويه، فداواه وصح جسده ولم تبق به علكة أبدا بعون الله تعالى، وكان ذلك دليلا على كمال ولايته.

وأمتا المصري الذي ضربه فإنه ثحبس في البيارستان، فلما صح السيد، أطلق المصرئ وذهب لشأنه، وكان المصري يقول : أنا ما عملت ما عملته إلا بإجازة رجال الوادي، وكان المصرئ كثيرا ما يشتغل بالأوراد وقراءة القرآن، وصار موتهما في يوم الاثنين المذكور، رحمهما الله تعالى آمين والحمد له رب العالمين

============================================================

108 الحسين الحافظ التبريزي الشهير بابن الكربلاني نزيل دمشق ورد المذكور الى دمشق في حدود سنة ثمان وثمانين وتسع مثة حاجا (136 ب)، فكث بدمشق نحو شهرين في الذهاب والإياب، فمال قلبه اليها ، ورآني بالجامع الأموي جالسا أملي بعض دروس فقهية وغير فقهية، فجلس عندي، وسالي عن بعض مسائل تتعلق بالحج وبالزكاة، وبغير ذلك ثم قضى مناسك حجته ورجع الى تبريز، ولم يكن همته عند الرجوع إلآ أن يتهيتا للارتحال الى دمشق ليسكن بها لما رأى من محاسنها .

Unknown page