وودعه وسار ومعه ستة أنفار منهم واحد صغير أمرد، والبقية رجال. فلما قارب العساكر السلطانية رجع عنه الخمسة ولم يتبعه سوى الولد الصغير الأمرد فالتفت اليه الباشا وقال له باسمه: يافلان أنت رفيقي، وقد صرت من اليوم صديقي، فتكون بعدها شريكا لي في المنصب والنعمة والدولة والله لا أصعد إلى مكان إلآ وأنت معي صاعد، ولا أقدر على سعادة إلا ولك منها الكف والساعد .
(1) ساقطة من ب ، م.
(2) الزيادة من
============================================================
19 فلما دخل إلى العساكر السلطانية نزل جانبا عن الطريق لأنه صدفها سائرة مجدة، وراء (11 اليازجي لما بلغهم أنه سار ليقطع الماء. فكان كلتما مر به أحد يقول من هذا؟ فيقول : أنا من العسكر نزلت لأريق الماء. فلم يزل على ذلك إلى أن صدف عسكر الشام وعرفهم، مع أنه صدفهم ليلا بسبب أنه سمعهم يتكلمون بالعربية، وما في العسكر من يتكلام بالعربية سواهم . فعند ذلك دخل بينهم وقال لهم : تعالوا إلي يا شباب ! فأنا عنمان باشا. فمند ذلك أمر عوا إليه وأحاطوا به وأخبروا أكابرهم به فجاؤا إليه وعرفوه حق المعرفة، وقال لهم: إلى أين تذهبون ؟ فقالوا : تريد اليازجي، فقال لهم : إنه فطع الماء وسار فرجعوا معه إلى أن أدر كوا محطة السردار، واجتمع به عثان باشا فلم يحد منه إقبالا ،و كلمه بما آلم فؤاده وقطع أكباده ، وقال له : أين صاحبك اليازجي؟
وماذا قعل؟ فقال له : هاهو هارب من جبل إلى جبل (132 ب) ومن واد إلى واد. فقال له السردار: وحياة رأس السلطان لو دخل الى أضيق مكان لدخلت وراءه وطلع من عنده وهو يبكي لما أتسمتعه من الكلام المبكي وسار من وقته ولم يجتمع بعدها بالسردار بل استخفى ولبس رداء الليل، وسار إلى مراده ينحدر كالسيل، وأنشد: إذا أنكرتني بلدة او نكرتها خرجت مع البازي علي سواد وما ذاك إلآ أن السردار المذكور أعطي منصبه عند اعتقاله، وظن أنه لا يخلص من اليازجي إلا بموته وانتقاله. فلما رأى أن منصبه قد صار للسيوى، نوى على السير إلى باب السلطنة وما ثوى وسيندرك ماطلب) ولكل عبد ما نوى (1) م ، ب وورأى،
============================================================
ولما تحقق السردار سييره الى الباب خاف أن يتكام في حقه بما لايليق، وخشي عواقب التصديق، فأرسل وراده عرضا يسوء عرضه وقال فيه : إن عثمان باشا قد وقع في بد اليازجي مأسورا، والظاهر، أن الاعتقال كان عقلة لعقله، وموجبا لتغير إدراكه ونقله، فلا تقبلوا مقاله، ولا تصدقوا اقواله، وها هو الآن ماكث في الروم، ولم نسمع بما يطلبه من السلطان ويروم وأما السردار فإنه قد شتى في بلدة توقات، والعساكر في مواضع متفرقات، وأما اليازجي فقد شتى في جوانب سمسون، وهي مدينة على ساحل البحر الأسود، والقوم له مترصدون، وبأحواله متقيتدون ورجع العسكر الشامئ إلى نواحي حلب، ومنهم من له في حلب بيت ومأوى، وسكن ومستوى. فلما أراهوا الدخول إلى مساكنهم) والمكنث في أماكنهم، صدهم العساكر الحلبية عن الدخول ومنعوهم من الوصول، فلزم أثنهم يتوقفون للقتال) ويتوقعون للنزال لمنعهم من المساكن، وطر دهم عمالهم من الأماكن . . وأغلق أهل حلب الأبواب في وجه العسكر الشامي ، فاستعان الشاميئون بالأمير دثدن ابن الامير محمد الحياري الشهير بابن أبي ريشة، وأرسلوا استعانوا بالأمير يوسف بن سيفا التركماني أمير بلدة عكتار وما والاها من الاقطار.
فأما دندن فإنه ذهب بنفسه على مساعدتهم وأمدهم بخيله ورجله ونزل معهم على منازلة حلب . وأما ابن سيفا فإنته أرسل إلى الشاميين معونة نحو الف رجل مابين فارس وراجل، ودخلوا إلى الحارة (133ا) الخارجة عن داخل حلب، وهي المحلة المعروفة ببانقوسا، واستمروا يحاصرون المدينة والأبواب مغلقة دونهم إلا بابا واحدا فإنهم تركوه مفتوحا لأجل الداخل والخارج
============================================================
Unknown page