34

Taqreeb al-Tadmuriyyah

تقريب التدمرية

Publisher

دار ابن الجوزي،المملكة العربية السعودسة

Edition Number

الطبعة الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ

Publisher Location

الدمام

Genres

الباقي، ومن نفى شيئًا منه ألزم بنفي ما أثبته وإلا كان متناقضًا. مثال ذلك: إذا كان المخاطب يثبت لله تعالى حقيقة الإرادة، وينفي حقيقة الغضب ويفسره: إما بإرادة الانتقام، وإما بالانتقام نفسه. فيقال له: لا فرق بين ما أثبته من حقيقة الإرادة وما نفيته من حقيقة الغضب، فإن كان إثبات حقيقة الغضب يستلزم التمثيل، فإثبات حقيقة الإرادة يستلزمه أيضًا. وإن كان إثبات حقيقة الإرادة لا يستلزمه، فإثبات الغضب لا يستلزمه أيضًا، لأن القول في أحدهما كالقول في الآخر، وعلى هذا يلزمك إثبات الجميع، أو نفي الجميع. فإن قال: الإرادة التي أثبتها لا تستلزم التمثيل، لأنني أعني بها إرادة تليق بالله ﷿ لا تماثل إرادة المخلوق. قيل له: فأثبت لله غضبًا يليق به ولا يماثل غضب المخلوق. فإن قال: الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام وهذا لا يليق بالله تعالى. قيل له: والإرادة ميل النفس إلى جلب منفعة أو دفع مضرة وهذا لا يليق بالله ﷾. فإن قال: هذه إرادة المخلوق، وأما إرادة الله فتليق به. قيل له: والغضب بالمعنى الذي قلت غضب المخلوق، وأما غضب الله فيليق به.

1 / 38