335

Tanzih Sharica

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة

Investigator

عبد الوهاب عبد اللطيف وعبد الله محمد الصديق الغماري

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1399 AH

Publisher Location

بيروت

يُعَقِّبُ الْبَعِيرَ، وَيَعْلِفُ النَّاضِحَ، وَيَحْلِبُ الشَّاةَ، وَيُرَقِّعُ الثَّوْبَ، وَيَخْصِفُ النَّعْلَ " (كرّ) وَفِيه عبد الْوَارِث بن الْحُسَيْن بن عمر الْقرشِي. قَالَ الذَّهَبِيّ: خبر مَوْضُوع. وَالْمُتَّهَم بِهِ عبد الْوَارِث (قلت) نَاقض السُّيُوطِيّ فَذكر هَذَا الحَدِيث بِاخْتِصَار فِي كِتَابه فِي المعجزات والخصائص، وَقد ذكر فِي ديباجته أَنه نزهه عَن الموضوعات. وَالله تَعَالَى أعلم.
(٢٤) [حَدِيثُ] " عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ. مَا مَاتَ النبى حَتَّى قَرَأَ وَكَتَبَ " (طب) من طَرِيق مجَالد، وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنكر، ومعارض لكتاب الله ﷿ (قلت) قَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْحفاظ: مَا الْمَانِع من جَوَاز تعلم النبى الْكِتَابَة بعد أَن كَانَ أُمِّيا لَا يدْرِي مَا الْكِتَابَة. وَأما قَوْله تَعَالَى. ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾، فَمَا علمه الله الْكِتَابَة حسما لارتياب كل مُبْطل، فَلَمَّا نزل عَلَيْهِ الْكتاب وَالْحكمَة وَبلغ مَا أنزل إِلَيْهِ، ثمَّ شَاءَ أَن يتَعَلَّم الْكِتَابَة وَهِي صفة كَمَال، فَلم لَا يتعلمها؟ وَلَعَلَّه لِكَثْرَة مَا أمْلى على كتاب الْوَحْي والكتب إِلَى الْمُلُوك وَغَيرهم، عرف الْخط وفهمه، فَكتب الْكَلِمَة والكلمتين كَمَا كتب اسْمه الشريف يَوْم الْحُدَيْبِيَة مُحَمَّد بن عبد الله. وَلَيْسَت كِتَابَته لهَذَا الْقدر مخرجة لَهُ عَن الأمية، ككثير من الْمُلُوك أُمِّيُّونَ ويكتبون الْعَلامَة، لَكِن مجَالد لَيْسَ بِحجَّة انْتهى وَالله أعلم.
(٢٥) [حَدِيثٌ] . " خَلَقَنِي اللَّهُ مِنْ نُورِهِ، وَخَلَقَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ نُورِي، وَخَلَقَ عُمَرَ مِنْ نُورِ أَبِي بَكْرٍ، وَخَلَقَ أُمَّتِي مِنْ نُورِ عُمَرَ، وَعُمَرُ سِرَاجُ أَهْلِ الْجَنَّةِ " (نع) فِي أَمَالِيهِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيق أَحْمد بن يُوسُف المسيحي عَن أبي شُعَيْب السُّوسِي، عَن الْهَيْثَم بن جميل، عَن أبي معشر، عَن المَقْبُري، عَن أبي هُرَيْرَة. وَقَالَ أَبُو نعيم هَذَا بَاطِل، أَبُو معشر والهيثم وَأَبُو شُعَيْب متروكون، وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: هَذَا كذب مَا حدث بِهِ وَاحِد من الثَّلَاثَة، وَإِنَّمَا الآفة عِنْدِي من المسيحي.
(٢٦) [حَدِيثٌ] . " نُودِيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي: يَا مُحَمَّدُ سَلْ تُعْطَهْ، فَرَجَفَ وَاضْطَرَبَ كُلُّ عُضْوٍ مِنِّي، فَوَضَعَ الْمَلَكَانُ أَيْدِيَهُمَا عَلَى صَدْرِي وَبَيْنَ كَتِفَيَّ، فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُثَبِّتَ شَفَاعَتِي، وَأَنْ أَلْقَاكَ، وَلا ذَنْبَ لِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ﴿إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا﴾ ".

1 / 337