Tanzīh al-Qurʾān ʿan al-maṭāʿin
تنزيه القرآن عن المطاعن
Genres
سورة والليل
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) أليس قد خص من هذه صفته بأنه يسره للايمان فيجب أن يكون مخلوقا من قبله فيهم وكذلك قوله تعالى (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى)؟ وجوابنا أن المراد باليسرى الثواب العاجل والآجل وبالعسرى العقاب العاجل والآجل فلا يصح ما قالوه ويحتمل أن يكون المراد فيمن صدق بالحسنى تيسيره للالطاف التي لأجلها يثبت على الايمان وفيمن كذب بالحسنى تيسيره لأمور لأجلها يفضل الثبات على ما هو عليه فيكون كقوله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) وقوله تعالى (إن علينا للهدى) يدل على ان الهدى هو البيان فانه تعالى بالتكليف قد أوجبه على نفسه.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) أليس يدل ذلك على ان من لم يكذب ويتولى لا يصلى النار وهذا يدل على ان فساق أهل الصلاة
Page 465