سورة الشعراء
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (فظلت أعناقهم لها خاضعين) كيف يصح هذا الجمع في الأعناق وإنما الصحيح أن يقال خاضعة؟
وجوابنا أن قوله أعناقهم يشتمل على ذكرهم وذكر أعناقهم فقوله (خاضعين) يرجع اليهم وقد كان صلى الله عليه وسلم يغتم بأن لا يؤمنوا فبين تعالى أن ذلك موقوف على اختيارهم وأنه تعالى لو شاء لأنزل آية كانوا يخضعون لها فيؤمنون لا محالة قهرا لكن لا ينفع إذ المراد أن يؤمنوا على وجه يستحقون الثواب معه. وقد قيل إن المراد بالأعناق جملتهم كما يقال جاءنا عنق من الناس والأول أبين وبين بعده أنه وإن لم ينزل هذه الآية القاهرة فقد أنزل القرآن فقال تعالى (وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) فبين أنه معقول كما نقوله وأنهم مع قيام الحجة به يعرضون عنه فلا عليك يا محمد أن تغتم بكفرهم (فقد كذبوا بالحق لما جاءهم) وبين بقوله (أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم) أي عزيز ان ذلك من الادلة العظام التي لو نظروا فيها لعلموا أن ما هم عليه باطل.
[مسألة]
Page 295