وربما قيل كيف قال تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) وإنما يخلق ما يخلقه لمصالح المكلفين. وجوابنا أن ما لا يعلمه الملائكة قد يكون صالحا لنا وقد يجوز فيما يخلقه أن يكون نفعا لنا وان لم نعلمه أو نفعا لبعض الحيوان أو تفضلا فلا يلزم ما قالوه.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر) كيف يصح في قصد السبيل أن يكون على الله وكيف يصح أن يكون منها جائر. وجوابنا أنه تعالى لما بين من قبل نعمه وبين من جملتها الأنعام والخيل والبغال وكيف خلقها نفعا للمكلفين قال بعد ذلك إن على الله قصد السبيل والمراد بيان ما يلزم المكلف وازاحة سائر علله فلا يجوز أن يكلفه ما لا يصح إلا بالأنعام وغيرها إلا ويخلقها له وكذلك سائر ما يحتاج اليه وبين بقوله ومنها جائز أن في جملتها ما يخرج المكلف عنه ويعصى مع أن في جملتها ما يقبل ويطيع ولو شاء (لهداكم أجمعين) بالالجاء لكن ذلك لا ينفع.
[مسألة]
Page 218