وليس في الأمهات من اسمه زيد بن خالد سواه، ورمز المصنف لصحته (١).
٨٣ - " أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: لا أذكر إلا ذكرت معي (ع حب) والضياء في المختارة عن أبي سعيد (صح) ".
(أتاني جبريل: فقال: إن ربي وربك) الإتيان بهذه الجملة وتأكيدها بأن، واسمية الجملة، وذكر الربَّ وتكريره، ولم يقل إن ربنا (يقول لك: تدري كيف رفعت ذكرك) فيه استفهامه عن كيفية رفعه لذكره الذي أخبره في قوله له ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)﴾ [الشرح: ٤] فيه تعظيم لشأن ما يلقيه إليه، وتنويه وتفخيم لأمره، وأنه لا يقدر قدره، وأي فضيلة توازيها، فإنها أفضل الفضائل وأعظمها.
(قلت: الله أعلم، قال: ألا أذكر إلا ذكرت معي) وذلك في كلمة الشهادة التي لا يدخل باب الإيمان إلا منها، وقرن طاعته في طاعته في غالب آيات الذكر، مراده: لا ذكر في كلمة الشهادة أو في القرآن غالبًا.
فلا يرد أن بعض الأذكار لا يذكر فيها معه تعالى، كالحمد له والبسملة والحولقة ويحتمل: أن المراد لا أذكر من أي [ص: ٤٥] ذاكر في الأرض، أو في الملأ الأعلى إلا ذكرت معي، وإطلاق العبارة دليل عليه، ويحتمل: أن يراد لا أذكر بلسان كافر ولا مؤمن إلا ذكرت معي بلسان الملائكة في الملأ الأعلى فيكون تعالى قد جعل ملائكته تذكره ﷺ عند ذكر أي ذاكرٍ له تعالى بالصلاة عليه (إن الله وملائكته يصلون على النبي) وترشد إليه تغيير الصيغة، ثم المراد بالذكر له ﷺ تعظيمه وتشريفه والثناء عليه، أي لا يثنى عليَّ إلا أثني عليك، ويحتمل: لا أذكر إلا ذكرت عندي؛ لأن المعية والعندية متقاربان، وذلك أنه يصعد إلى الله تعالى الكلم الطيب، وذكر الذاكرين فيكتب أجره، ويكتب له ﷺ مثله من الأجر،
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٩٢) وابن ماجه (٢٩٢٣)، وابن حبان (٣٨٠٣)، والحاكم (١/ ٤٥٠).