Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
يَقُول لَهُم دَرَجَات عِنْد الله فِي الْجنَّة لمن ترك الْغلُول ودركات لمن غل ﴿وَالله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾ من الْغلُول وَغَيره
ثمَّ ذكر منته عَلَيْهِم فَقَالَ ﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤمنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ﴾ إِلَيْهِم ﴿رَسُولًا﴾ آدَمِيًّا مَعْرُوف النّسَب ﴿مِّنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ قرشيًا عَرَبيا مثلهم ﴿يَتْلُو﴾ يقْرَأ ﴿عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ الْقُرْآن بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿ويزكيهم﴾ يطهرهم بِالتَّوْحِيدِ من الشّرك وَيَأْخُذ الزَّكَاة من الذُّنُوب ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكتاب﴾ الْقُرْآن ﴿وَالْحكمَة﴾ الْحَلَال وَالْحرَام ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ﴾ وَقد كَانُوا من قبل مَجِيء مُحَمَّد وَالْقُرْآن ﴿لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ﴾ لفي كفر بيِّن
ثمَّ ذكر مصيبتهم يَوْم أحد فَقَالَ ﴿أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ﴾ يَقُول حِين أَصَابَتْكُم مُصِيبَة يَوْم أحد ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ﴾ أهل مَكَّة يَوْم بدر ﴿مثلهَا﴾ مثل مَا أَصَابَكُم يَوْم أحد ﴿قُلْتُمْ أَنى هَذَا﴾ من أَيْن أَصَابَنَا هَذَا وَنحن لَهُ مُسلمُونَ ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾ بذنب أَنفسكُم بترككم المركز ﴿إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ﴾ من الْعقُوبَة وَغَيرهَا ﴿قَدِيرٌ﴾
﴿وَمَآ أَصَابَكُمْ﴾ الَّذِي أَصَابَكُم من الْقَتْل والجراحة ﴿يَوْمَ التقى الْجَمْعَانِ﴾ جمع مُحَمَّد وَجمع أبي سُفْيَان ﴿فَبِإِذْنِ الله﴾ فبإرادته وقضائه ﴿وَلِيَعْلَمَ الْمُؤمنِينَ﴾ لكَي يرى الْمُؤمنِينَ فِي الْجِهَاد
﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذين نَافَقُواْ﴾ لكَي يرى الْمُنَافِقين عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه فِي رجوعهم إِلَى الْمَدِينَة ﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ قَالَ لَهُم عبد الله بن جُبَير ﴿تَعَالَوْاْ﴾ إِلَى أحد ﴿قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَوِ ادفعوا﴾ الْعَدو عَن حريمكم وذريتكم أَو كَثُرُوا الْمُؤمنِينَ ﴿قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ﴾ ثمَّ ﴿قِتَالًا لاَّتَّبَعْنَاكُمْ﴾ إِلَى أحد ﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ﴾ وَالْمُؤمنِينَ وَيُقَال رجوعهم إِلَى الْكفْر وَالْكفَّار يؤمئذ أقرب من رجوعهم إِلَى الْإِيمَان وَالْمُؤمنِينَ ﴿يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم﴾ بألسنتهم ﴿مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ صدق ذَلِك ﴿وَالله أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ﴾ من الْكفْر والنفاق هم
﴿الَّذين قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ﴾ الْمُنَافِقين بِالْمَدِينَةِ ﴿وَقَعَدُواْ﴾ عَن الْجِهَاد ﴿لَوْ أَطَاعُونَا﴾ يعنون مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه بالقعود فِي الْمَدِينَة ﴿مَا قُتِلُوا﴾ فِي غزاتهم ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد لِلْمُنَافِقين ﴿فادرؤوا﴾ ادفعوا ﴿عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ فِي مَقَالَتَكُمْ
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ﴾ لَا تَظنن ﴿الَّذين قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله﴾ يَوْم بدر وَيَوْم أحد ﴿أَمْوَاتًا﴾ كَسَائِر الْأَمْوَات ﴿بَلْ أَحْيَاءٌ﴾ بل هم كالأحياء ﴿عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ التحف
﴿فَرِحِينَ﴾ معجبين ﴿بِمَآ آتَاهُمُ الله﴾ بِمَا أَعْطَاهُم الله ﴿مِن فَضْلِهِ﴾ من كرامته ﴿وَيَسْتَبْشِرُونَ﴾ بَعضهم بِبَعْض ﴿بالذين لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ﴾ من إخْوَانهمْ الَّذين فِي الدُّنْيَا أَن يلْحقُوا بهم لِأَن الله بشرهم بذلك ﴿أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ إِذا خَافَ غَيرهم ﴿وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ إِذا حزن غَيرهم
﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ الله﴾ بِثَوَاب من الله ﴿وَفَضْلٍ﴾ وكرامة ﴿وَأَنَّ الله لاَ يُضِيعُ﴾ لَا يبطل ﴿أَجْرَ الْمُؤمنِينَ﴾ فِي الْجِهَاد بِمَا يصيبهم فِي الْجِهَاد
ثمَّ ذكر موافاتهم مَعَ النَّبِي ﷺ إِلَى بدر الصُّغْرَى فَقَالَ ﴿الَّذين اسْتَجَابُوا للَّهِ﴾ أجابوا لله بِالطَّاعَةِ ﴿وَالرَّسُول﴾ بالموافاة إِلَى بدر الصُّغْرَى ﴿مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقرح﴾ الْجرْح يَوْم أحد ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ﴾ وافوا
1 / 60