Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
فِي مَنَازِلهمْ فِي دِيَارهمْ ﴿فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا﴾ ذَهَابًا وَلَا مجيئًا ﴿وَلاَ يَرْجِعُونَ﴾ فِي دِيَارهمْ إِلَى الْحَال الأول
﴿وَمَن نّعَمِّرْهُ﴾ نمهله فِي الْعُمر ﴿نُنَكِّسْهُ﴾ نحططه ﴿فِي الْخلق﴾ فِي الْخلق الأول حَتَّى صَار كَأَنَّهُ طِفْل لَا لحي لَهُ وَلَا أَسْنَان وَلَا قُوَّة يَبُول ويتغوط كالطفل ﴿أَفَلاَ يَعْقِلُونَ﴾ أَفلا يصدقون بذلك
﴿وَمَا علمناه الشّعْر﴾ يعْنى مُحَمَّدًا ﷺ ﴿وَمَا يَنبَغِي لَهُ﴾ مَا يصلح لَهُ الشّعْر ﴿إِنْ هُوَ﴾ مَا هُوَ يَعْنِي الْقُرْآن ﴿إِلاَّ ذِكْرٌ﴾ عظة ﴿وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ﴾ مُبين بالحلال وَالْحرَام وَالْأَمر والنهى
﴿لينذر﴾ مُحَمَّد ﷺ بِالْقُرْآنِ ﴿مَن كَانَ حَيًّا﴾ من كَانَ لَهُ عقل ﴿وَيَحِقَّ القَوْل﴾ يجب القَوْل بالسخط وَالْعَذَاب ﴿عَلَى الْكَافرين﴾ كفار مَكَّة فَلَا يُؤمنُونَ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن
﴿أولم يرَوا﴾ أولم يخبروا ﴿أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم﴾ لأهل مَكَّة ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ﴾ مِمَّا خلقنَا لَهُم بقدرتنا بكن فَكَانَ ﴿أَنْعامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ﴾ ضابطون مالكون عَلَيْهَا
﴿وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ﴾ سخرناها لَهُم ﴿فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ﴾ مِنْهَا مَا يركبون ﴿وَمِنْهَا يَأْكُلُون﴾ من لحومها يَأْكُلُون
﴿وَلَهُمْ﴾ يَعْنِي لأهل مَكَّة ﴿فِيهَا﴾ فِي الْأَنْعَام ﴿مَنَافِعُ﴾ فِي حملهَا وكسبها ﴿وَمَشَارِبُ﴾ من أَلْبَانهَا ﴿أَفَلاَ يَشْكُرُونَ﴾ من فعل بهم ذَلِك فيؤمنوا بِهِ
﴿وَاتَّخذُوا﴾ عبدُوا كفار مَكَّة ﴿مِن دُونِ الله آلِهَةً﴾ أصنامًا ﴿لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ﴾ يمْنَعُونَ من عَذَاب الله
﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ﴾ لَا يَسْتَطِيع الْآلهَة منع عَذَاب الله عَنْهُم ﴿وَهُمْ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿لَهُمْ﴾ بِالْبَاطِلِ الْأَصْنَام ﴿جُندٌ مٌّحْضَرُونَ﴾ كالعبيد قيام بَين أَيْديهم
﴿فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ تكذيبهم يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ﴾ من الْمَكْر والخيانة ﴿وَمَا يعلنون﴾ من الْعَدَاوَة
﴿أَو لم ير الْإِنْسَان﴾ أولم يعلم أبي بن خلف ﴿أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ﴾ مُنْتِنَة ضَعِيفَة ﴿فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ﴾ رجل جدل بِالْبَاطِلِ ﴿مٌّبِينٌ﴾ ظَاهر الْجِدَال
﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا﴾ وصف لنا مثلا بالعظام ﴿وَنَسِيَ خَلْقَهُ﴾ ترك ذكر خلقه الأول ﴿قَالَ مَن يُحيِي الْعِظَام وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ تُرَاب بالية
﴿قُلْ﴾ لَهُ يَا مُحَمَّد ﴿يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَآ﴾ خلقهَا ﴿أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ من النُّطْفَة ﴿وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ﴾ بِخلق كل شَيْء ﴿عَلِيمٌ﴾
﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشّجر الْأَخْضَر نَارًا﴾ غير الْعَذَاب ﴿فَإِذَآ أَنتُم﴾ يَا أهل مَكَّة ﴿مِنْهُ توقدون﴾ تقدحون مِنْهُ النَّار
﴿أَو لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِقَادِرٍ على أَن يَخْلُقَ﴾ يحيي ﴿مِثْلَهُم بلَى﴾ قَادر على ذَلِك ﴿وَهُوَ الخلاق﴾ الْبَاعِث ﴿الْعَلِيم﴾
﴿إِنَّمَآ أَمْرُهُ﴾ فِي الْبَعْث ﴿إِذَآ أَرَادَ شَيْئًا﴾ إِذا أَرَادَ أَن يكون الْبَعْث فَيكون الْبَعْث ﴿أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ قيام السَّاعَة
﴿فَسُبْحَانَ﴾ نزه نَفسه ﴿الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ خَزَائِن كل شَيْء وَخلق كل شَيْء ﴿وَإِلَيْهِ ترجعون﴾ بعد الْمَوْت فيجزيكم بأعمالكم
1 / 373