Tanwir Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Publisher
دار الكتب العلمية
Publisher Location
لبنان
﴿أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ على بَيَان نزل من ربه يَعْنِي الْقُرْآن ﴿وَيَتْلُوهُ﴾ يقْرَأ عَلَيْهِ الْقُرْآن ﴿شَاهِدٌ مِّنْهُ﴾ من الله يَعْنِي جِبْرِيل ﴿وَمِن قَبْلِهِ﴾ من قبل الْقُرْآن ﴿كِتَابُ مُوسَى﴾ توراة مُوسَى قَرَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيل ﴿إَمَامًا﴾ يقْتَدى بِهِ ﴿وَرَحْمَةً﴾ لمن آمن بِهِ ﴿أُولَئِكَ﴾ من آمن بِكِتَاب مُوسَى ﴿يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن وَهُوَ عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿وَمن يكفر بِهِ﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿مِنَ الْأَحْزَاب﴾ من جَمِيع الْكفَّار ﴿فَالنَّار مَوْعِدُهُ﴾ مصيره ﴿فَلاَ تَكُ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿فِي مِرْيَةٍ﴾ فِي شكّ ﴿مِّنْهُ﴾ من مصير من كفر بِالْقُرْآنِ ﴿إِنَّهُ الْحق مِن رَّبِّكَ﴾ إِن مصير من كفر بِالْقُرْآنِ النَّار وَيُقَال فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ فِي شكّ مِنْهُ من الْقُرْآن إِنَّهُ الْحق مِن رَّبِّكَ نزل بِهِ جِبْرِيل ﴿وَلَكِن أَكْثَرَ النَّاس﴾ أهل مَكَّة ﴿لاَ يُؤمنُونَ﴾
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ أَعْتَى وأجرأ ﴿مِمَّنِ افترى﴾ اختلق ﴿عَلَى الله كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ على رَبِّهِمْ﴾ يساقون إِلَى رَبهم ﴿وَيَقُولُ الأشهاد﴾ الْمَلَائِكَة والأنبياء ﴿هَؤُلَاءِ﴾ الْكفَّار ﴿الَّذين كَذَبُواْ على رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ الله﴾ عَذَاب الله ﴿عَلَى الظَّالِمين﴾ الْمُشْركين
﴿الَّذين يَصُدُّونَ﴾ يصرفون ﴿عَن سَبِيلِ الله﴾ عَن دين الله وطاعته ﴿وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾ يطلبونها زيغًا وَيُقَال غيرًا ﴿وَهُمْ بِالآخِرَة﴾ بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت ﴿هُمْ كَافِرُونَ﴾ جاحدون
﴿أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْض﴾ بفائتين من عَذَاب الله ﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِّن دُونِ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿مِنْ أَوْلِيَآءَ﴾ تحفظهم ﴿يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَاب﴾ يَعْنِي الرؤساء ﴿مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السّمع﴾ الِاسْتِمَاع إِلَى كَلَام مُحَمَّد ﷺ من بغضه وَيُقَال بِمَا كَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ السّمع الِاسْتِمَاع إِلَى كَلَام مُحَمَّد عَليّ الصَّلَاة وَالسَّلَام ﴿وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ﴾ إِلَى مُحَمَّد ﵊ من بغضه وَيُقَال وَمَا كَانُوا يبصرون مُحَمَّد ﷺ من بغضه
﴿أُولَئِكَ﴾ الرؤساء هم ﴿الَّذين خسروا أَنْفُسَهُمْ﴾ غبنوا أنفسهم وأهاليهم ومنازلهم وخدمهم فِي الْجنَّة وَورثه غَيرهم من الْمُؤمنِينَ ﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ بَطل واشتغل عَنْهُم بِأَنْفسِهِم ﴿مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ﴾ يعْبدُونَ من دون الله بِالْكَذِبِ
﴿لاَ جَرَمَ﴾ حَقًا ﴿أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَة هُمُ الأخسرون﴾ المغبونون بذهاب الْجنَّة وَمَا فِيهَا
﴿إِن الَّذين آمنُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات﴾ الطَّاعَات فِيمَا بَينهم وَبَين رَبهم ﴿وأخبتوا إِلَى رَبهم﴾ أخصلوا لرَبهم وخضعوا لرَبهم وخشعوا من رَبهم ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجنَّة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ مقيمون
﴿مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ﴾ الْكَافِر وَالْمُؤمن ﴿كالأعمى والأصم﴾ يَقُول مثل الْكَافِر كالأعمى لَا يبصر الْحق وَالْهدى وكالأصم لَا يسمع الْحق وَالْهدى ﴿والبصير والسميع﴾ يَقُول وَمثل الْمُؤمن كَمثل الْبَصِير يبصر الْحق وَالْهدى وكالسميع يسمع الْحق وَالْهدى ﴿هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا﴾ فِي الْمثل يَقُول هَل يَسْتَوِي الْكَافِر مَعَ الْمُؤمن فِي الطَّاعَة وَالثَّوَاب ﴿أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ أَفلا تتعظون بأمثال الْقُرْآن فتؤمنوا
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم قَالَ لَهُم ﴿إِنَّي لَكُمْ﴾ من الله ﴿نَذِيرٌ﴾ رَسُول مخوف ﴿مُّبِينٌ﴾ بلغَة تعلمونها
﴿أَن لاَّ تعبدوا﴾ أَن لَا توحدوا ﴿إِلاَّ الله إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ أعلم بِأَن يكون عَلَيْكُم إِن لم تؤمنوا
1 / 183