169

Tanwir Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

لبنان

رفعنَا مَا كَانَ بِهِ من الشدَّة وَالْبَلَاء ﴿مَرَّ﴾ اسْتمرّ على ترك الدُّعَاء ﴿كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ﴾ إِلَى شدَّة ﴿مَّسَّهُ﴾ أَصَابَهُ ﴿كَذَلِك﴾ هَكَذَا ﴿زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ للْمُشْرِكين ﴿مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ فِي الشّرك من الدُّعَاء فِي الشدَّة وَترك الدُّعَاء فِي الرخَاء
﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُون مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ﴾ حِين كفرُوا ﴿وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بِالْأَمر وَالنَّهْي والعلامات ﴿وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ﴾ يَقُول لم يُؤمنُوا بِمَا كذبُوا بِهِ يَوْم الْمِيثَاق ﴿كَذَلِك﴾ هَكَذَا ﴿نَجْزِي الْقَوْم الْمُجْرمين﴾ الْمُشْركين بِالْهَلَاكِ
﴿ثمَّ جَعَلْنَاكُمْ﴾ يَا أمة مُحَمَّد ﷺ ﴿خَلاَئِفَ﴾ استخلفناكم ﴿فِي الأَرْض مِن بَعْدِهِم﴾ من بعد هلاكهم ﴿لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ مَاذَا تَعْمَلُونَ من الْخَيْر
﴿وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ﴾ تقْرَأ على الْمُسْتَهْزِئِينَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأَصْحَابه ﴿آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ﴾ مبينات بِالْأَمر وَالنَّهْي ﴿قَالَ الَّذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا﴾ لَا يخَافُونَ الْبَعْث بعد الْمَوْت وهم مستهزئون ﴿ائْتِ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿بقرآن غير هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ﴾ غَيره فَاجْعَلْ آيَة الرَّحْمَة آيَة الْعَذَاب وَآيَة الْعَذَاب آيَة الرَّحْمَة ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿مَا يَكُونُ لي﴾ مَا يجوز لي ﴿أَنْ أُبَدِّلَهُ﴾ أَن أغيره ﴿مِن تِلْقَآءِ نَفسِي﴾ من قبل نَفسِي ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحى إِلَيَّ﴾ مَا أَقُول وَمَا أعمل إِلَّا بِمَا يُوحى إِلَيّ فِي الْقُرْآن ﴿إِنِّي أَخَافُ﴾ أعلم ﴿إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي﴾ فبدلته أَن يكون على ﴿عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ شَدِيد
﴿قُل﴾ يَا مُحَمَّد ﴿لَّوْ شَآءَ الله﴾ أَن لَا أكون رَسُولا ﴿مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ﴾ مَا قَرَأت الْقُرْآن عَلَيْكُم ﴿وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ﴾ يَقُول وَلَا أعلمكُم بِهِ بِالْقُرْآنِ ﴿فَقَدْ لَبِثْتُ﴾ مكثت ﴿فِيكُمْ عُمُرًا﴾ أَرْبَعِينَ سنة ﴿مِّن قَبْلِهِ﴾ من قبل الْقُرْآن وَلم أقل من هَذَا شَيْئا ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ أفليس لكم ذهن الإنسانية أَنه لَيْسَ من تِلْقَاء نَفسِي
﴿فَمن أظلم﴾ أَعْتَى وَأَجرا على الله ﴿مِمَّن افترى﴾ اختلق ﴿عَلَى الله كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بآياته﴾ بِمُحَمد ﵊ وَالْقُرْآن ﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ﴾ لَا ينجو وَلَا يَأْمَن ﴿المجرمون﴾ الْمُشْركُونَ من عَذَاب الله
﴿وَيَعْبُدُونَ﴾ كفار مَكَّة ﴿مِن دُونِ الله مَا لاَ يَضُرُّهُمْ﴾ إِن لم يعبدوا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة ﴿وَلاَ يَنفَعُهُمْ﴾ إِن عبدُوا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَة ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ﴾ يعنون الْأَوْثَان ﴿شُفَعَاؤُنَا﴾ يشفعون لنا ﴿عِندَ الله قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿أَتُنَبِّئُونَ الله﴾ أتخبرون الله ﴿بِمَا لاَ يَعْلَمُ﴾ أَن لَيْسَ ﴿فِي السَّمَاوَات وَلاَ فِي الأَرْض﴾ إِلَه ينفع أَو يضر غَيره ﴿سُبْحَانَهُ﴾ نزه نَفسه عَن الْوَلَد وَالشَّرِيك ﴿وَتَعَالَى﴾ ارْتَفع وتبرأ ﴿عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ بِهِ من الْأَوْثَان
﴿وَمَا كَانَ النَّاس﴾ فِي زمَان إِبْرَاهِيم وَيُقَال فِي زمن نوح ﴿إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ على مِلَّة وَاحِدَة مِلَّة الْكفْر فَبعث الله النَّبِيين مبشرين ومنذرين ﴿فَاخْتَلَفُوا﴾ فصاروا مُؤمنين وكافرين ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ﴾ بِتَأْخِير الْعَذَاب عَن هَذِه الْأمة ﴿سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ﴾ وَجَبت من رَبك ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ لهلكوا ﴿فِيمَا فِيهِ﴾ فِي الدّين ﴿يَخْتَلِفُونَ﴾ يخالفون
﴿وَيَقُولُونَ﴾ يَعْنِي كفار مَكَّة ﴿لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ﴾ هلا أنزل على مُحَمَّد ﵊ ﴿آيَة﴾ عَلامَة

1 / 171