Tanwīr al-Ḥawālik sharḥ Muwaṭṭaʾ Mālik
تنوير الحوالك شرح موطأ مالك
Publisher
المكتبة التجارية الكبرى
Publisher Location
مصر
[٩٧٣] عَن يحيى بن سعيد عَن عَمْرو بن كثير بن أَفْلح قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى عَمْرو بن كثير وَتَابعه قوم وَقَالَ الْأَكْثَر عمر بن كثير وَقَالَ الشَّافِعِي عَن بن كثير بن أَفْلح وَلم يسمه قَالَ وَعَمْرو وَعمر أَخَوان وَعمر أجل وَأشهر وَهُوَ الَّذِي فِي الْمُوَطَّأ وَلَيْسَ لعَمْرو بن كثير فِي الْمُوَطَّأ ذكر إِلَّا عِنْد من لم يفهم اسْمه وصحفه عَن أبي مُحَمَّد مولى أبي قَتَادَة اسْمه نَافِع بن عَبَّاس وَيعرف بالأقرع وَهُوَ من كبار التَّابِعين قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْإِسْنَاد ثَلَاثَة تابعيون بَعضهم عَن بعض كَانَت للْمُسلمين جَوْلَة قَالَ النَّوَوِيّ أَي انهزام وخفة ذَهَبُوا فِيهَا قَالَ وَهَذَا إِنَّمَا كَانَ فِي بعض الْجَيْش واما رَسُول الله ﷺ وَطَائِفَة مَعَه فَلم يولوا وَقد نقلوا إِجْمَاع الْمُسلمين على أَنه لَا يجوز أَن يُقَال انهزم النَّبِي ﷺ وَلم يرو أحد قطّ أَنه انهزم بِنَفسِهِ ﷺ فِي موطن من المواطن بل ثبتَتْ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بإقدامه وثباته فِي جَمِيع المواطن قد علا رجلا من الْمُسلمين أَي ظهر عَلَيْهِ وأشرف على قَتله أَو صرعه وَجلسَ عَلَيْهِ ليَقْتُلهُ على حَبل عَاتِقه هُوَ مَا بَين الْعُنُق والكتف فضمني ضمة وجدت مِنْهَا ريح الْمَوْت قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَنه أَرَادَ شدّ كشدة الْمَوْت وَيحْتَمل قاربت الْمَوْت لَا هَاء الله إِذا قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَة الْمُحدثين فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا إِذا بِالْألف فِي أَوله وَأنكر الْخطابِيّ هَذَا وَأهل الْعَرَبيَّة وَقَالُوا هُوَ تَغْيِير من الروَاة وَصَوَابه لَاها الله ذَا بِغَيْر ألف وَقَالُوا وَهَا بِمَعْنى الْوَاو يقسم بهَا فَكَأَنَّهُ قَالَ وَالله ذَا وَقَالَ الْمَازِني قَول الروَاة لَاها الله إِذا خطأ وَالصَّوَاب لَاها الله ذَا أَي ذَا يَمِيني وَقَالَ أَبُو زيد لَيْسَ فِي كَلَامهم لَاها الله إِذا وَإِنَّمَا هُوَ لَا هَا الله ذَا وَذَا صلَة فِي الْكَلَام وَالْمعْنَى لَا وَالله هَذَا مَا أقسم بِهِ وَقَالَ أَبُو الْبَقَاء وَقع فِي الرِّوَايَة إِذا بِأَلف وتنوين وَيُمكن تَوْجِيهه بِأَن التَّقْدِير لَا وَالله لَا يعْطى إِذن وَيكون لَا يعمد إِلَى آخِره تَأْكِيدًا للنَّفْي الْمَذْكُور وموضحا للسبب فِيهِ وَقَالَ الطَّيِّبِيّ ثَبت فِي الرِّوَايَة لَا هَا الله إِذا فَحَمله بعض النُّحَاة على أَنه تَغْيِير من الروَاة وَإِن الصَّوَاب ذَا وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل الرِّوَايَة صَحِيحَة وَهُوَ كَقَوْلِك لمن قَالَ لَك افْعَل كَذَا وَالله إِذا لَا أفعل فالتقدير وَالله إِذا لَا يعمد إِلَى آخِره قَالَ وَيحْتَمل أَن تكون إِذا زَائِدَة وَكَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ إِذا هُنَا هِيَ حرف الْجَواب كَقَوْلِه أينقص الرطب إِذا جف قَالُوا نعم قَالَ فَلَا إِذا قَالَ وَأما هَاهُنَا فَلَيْسَتْ للتّنْبِيه بل هِيَ بدل من مُدَّة الْقسم فِي قَوْلهم آللَّهُ لَأَفْعَلَنَّ انْتهى وَقد وَردت هَذِه الْجُمْلَة كَذَلِك فِي عدَّة من الْأَحَادِيث فيظن توارد الروَاة فِي جَمِيعهَا على الْغَلَط والتحريف من ذَلِك حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة بَرِيرَة لما ذكرت أَن أَهلهَا يشترطون الْوَلَاء قَالَ لَاها الله إِذا وَحَدِيث أنس فِي قصَّة جليبيب أَن النَّبِي ﷺ خطب عَلَيْهِ امْرَأَة من الْأَنْصَار إِلَى أَبِيهَا فَقَالَ حَتَّى أَستَأْمر أمهَا قَالَ فَنعم إِذن فَذهب إِلَى امْرَأَته فَذكر لَهَا ذَلِك فَقَالَت لَاها الله إِذن وَقد منعناها فلَانا أخرجه بن حبَان وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن مَالك بن دِينَار أَنه قَالَ لِلْحسنِ لَو لبست مثل عباءتي هَذِه قَالَ لَاها الله إِذا لَا ألبس مثل عباءتك هَذِه وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن بن جريج قَالَ قلت لعطاء أَرَأَيْت لَو أَنِّي فرغت من صَلَاتي فَلم أَرض كمالها أَفلا أَعُود لَهُ قَالَ بلَى هَا الله إِذا قَالَ وَقلت لَهُم كَأَنَّهُمْ كَانُوا يشددون فِي الْمسْح للحصا لموْضِع الجبين مَالا يشددون فِي مسح الْوَجْه من التُّرَاب قَالَ أجل هَا الله إِذا قَالَ وَقلت لَهُ أَرَأَيْت الرجل يُصَلِّي مَعَه الرجل فَقَط أَتُحِبُّ أَن يلصق بِهِ حَتَّى لَا يكون بَينهمَا فُرْجَة قَالَ نعم هَا الله إِذا وَأخرج عبد الرَّزَّاق عَن أنس أَنه سُئِلَ هَل كن النِّسَاء يشهدن الصَّلَاة مَعَ رَسُول الله ﷺ قَالَ أنس أَي هَا الله إِذا وَأخرج الفاكهي من طَرِيق سُفْيَان قَالَ لقِيت لبطة بن الفرزدق فَقلت سَمِعت هَذَا الحَدِيث من أَبِيك قَالَ أَي وَالله إِذا سمعن أبي يَقُول فَذكره لَا يعمد بِالْيَاءِ أَي رَسُول الله ﷺ وَقَالَ النَّوَوِيّ ضبطوه بِالْيَاءِ وَالنُّون وَكَذَا قَوْله بعده منعطفك مخرفا بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء على الْمَشْهُور وَرُوِيَ بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء وَهُوَ الْبُسْتَان لِأَنَّهُ يخْتَرف مِنْهُ الثَّمر أَي يجتنى وَقيل السِّكَّة من النّخل تكون صفّين وَقَالَ بن وهب هِيَ الجنينة الصَّغِيرَة وَقَالَ غَيره هِيَ نخلات صَغِيرَة فِي بني سَلمَة بِكَسْر اللَّام تأثلته بِالْمُثَلثَةِ بعد الْألف أَي اقتنيته وتأصلته
1 / 303