217

Tanwīr al-ʿuqūl li-Ibn Abī Nubhān taḥqīq ??

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

(¬2) سبق تخريجه فإن قلت : أليس على هداهم الأصوب في أخذهم عن زيد من أصحابنا في أخذهم عن غيره ؟ فالجواب : إن كل عالم متعبد أن يعمل بما يراه أنه هو الأعدل ، كذلك في قوله تعالى :" الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " (¬1) و قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " استفت قلبك يا وابصه و إن أفتوك و أفتوك " (¬2) ، فلا يجيز النبي - صلى الله عليه وسلم - لعالم من أصحابه ، و لا من غيرهم أن يحكم حاكم بين خصمين على ما قاله زيد و هو يرى الأعدل ما قاله غيره ، أو بما يراه في نفسه بدلالات أحكام الكتاب و السنة و الإجماع و الآراء الصحيحة ، و لو ألزمهم العمل بما يراه زيد أنه هو الأعدل ، لم يجز العمل إلا بما هو يفتى به ، و لم يجز لأحد من الصحابة أن يخالفه و مع علم أصحابه بقوله هذا عمل [علي و] (¬3) عمر و عبدالله و ابن مسعود و ابن عباس بخلافه ، و لم يعملوا بقوله فيما رأوه أعدل معهم ، فدل قوله عليه السلام أنه لم يرد بمدحه[96/أ] له بهذه المدحة الإقتداء به دون رأي غيره من أصحابه و دون ما يراه الإنسان أن خلافه هو الأعدل .

[الاتفاق و الإجماع في اللغة]

¬__________

(¬1) سورة الزمر:18.

(¬2) سبق تخريجه .

(¬3) سقط في ب.

Page 218