212

Tanwīr al-ʿuqūl li-Ibn Abī Nubhān taḥqīq ??

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

و في هذا المعنى يدخل معنى قوله :" الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نارنور على نور " (¬1) فقيل المراد بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، و القرآن و الشريعة و هو تأويل صحيح ، ومن تأويلها[173/ب] أن نوره أي معرفته في قلب الطائع له مثل نور الشمس في السموات و الأرض ، و مثل سراج في قنديل و هو الزجاجة ، و ذلك في روزنة مشيدة بالجير الأبيض في مسجد شيد جداره بالجير الأبيض المصقول ، و يمد [السراج] (¬2) بنور علم الشريعة و الحقيقة التي هي الصراط الحق لا إفراط فيه و لا تفريط .

و هو الممثل بدهن زيت ثمرة من شجرة زيتونة لم تحرق الشمس دهن ثمرتها بقوة حرارتها عند قوتها [165/ج] في جهة مشرقها ، و لا عند قوتها عند ميلها في جهة مغربها ، بل نضجت ثمرتها باعتدال فخرج دهنها أيضا صافيا لا حمرة فيه من تأثير قوة حرارة الشمس ، فلاجتماع نور الزيت و هو نور علم الشريعة و نور النار التي هي السراج و هو نور معرفة الله و نور محبة الله و نور محبة القلب أو بالعكس ، فيكون السراج نور العلم و يمده نور المحبة من الله تعالى و هي نور بياض الزيت و نور الزجاجة و هي القلب ، و نور المشكاة و هي الصدر ، و نور بياض [جدار] (¬3) المسجد الذي تعبد فيه هذا الولي و هو العين الغريزية و روحية و هي العين المدبرة نور على نور .

¬__________

(¬1) سورة النور:35.

(¬2) سقط في أ و ب .

(¬3) سقط في ب.

Page 213