Tanwīr al-ʿuqūl li-Ibn Abī Nubhān taḥqīq ??
تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟
Genres
و في معاني ذلك أمر للمستعين بحسن الرجاء ، و فيهما معنى على أن الله تعالى كريم لا بد و أن يعين المستعين به على طاعته فيما يقربه إليه زلفى ، فهما اسمان متقاربان في المعنى ، فيصح أنهما بمعنى التكرار[157/ب] لعظمة رحمته باسمين مختلفين في اللفظ ، و يحسن أن يكون المراد كذلك باسمين متقاربين في المعنى و يختلفان في بعض المعاني ، كما قيل إنه رحمن الدنيا و رحيم الآخرة بالمؤمنين، و الرحمة لا تكون إلا لأهل طاعته في الدنيا و الآخرة ، و لكن إذا ثبت كذلك معناهما ثبت أنه رحمن الدنيا بتوفيق المؤمنين [على الطاعة] (¬1) ، و رحمهم في الآخرة بنقذهم من العذاب ، و إكرامهم بالثواب.
و أتى في ذلك في [150/ج] صورة الحكاية كأنه عن عبد مخلص حكي عنه أنه قال ، كذلك حكاية عن غائب كما حكى عنه أنه قال الحمد لله رب العالمين ، أي الثناء في كل شيء لله تعالى ، و المراد به على معان ، أحدهما الأخبار عن الله أنه محمود في كل فعل فعله و سيفعله فله الحمد في كل ذلك ، و الثاني وجوب الإقرار من العبد المكلف بذلك أنه كذلك ، و الثالث يدخل فيه وجوب الشكر على [85/أ]عباده المكلفين بعبادته بأداء جميع ما لزمهم ؛ لأن الإقرار له بالحمد في كل فعل ، فمن فعله تكليفه عبده المكلف بذلك بأداء الطاعة له في كل أمره ، و إذا أقر له بذلك ، ولم يعمل لم ينفعه إقراره و صار في عدم نفعه له ، كالكاذب المستهزي فلا يسمى حامده ، لأن من شكر إحسان الإنسان بلسانه ، ثم و صله بيان أنه يريد منه كذا حاجة خفيفة يقدر أن يفعلها له ، فقال لا أقضيها له ، و لا أقضي له حاجة لم يسمى شاكرا لها ، و صار مدحه له مع السامعين كالمكذب لنفسه فيما قاله فيه من الثناء[158/ب] و الرب هو المالك ، و العالمين الخلائق أجمعين .
¬__________
(¬1) سقط في ب.
Page 196