193

Tanwīr al-ʿuqūl li-Ibn Abī Nubhān taḥqīq ??

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

Genres

فكيف و قد روي عن علي بن أبي طالب[147/ج] أنه قال :" كل ما في القرآن هو في الفاتحة ، وكل ما في الفاتحة هو في البسملة ،وكل ما في البسملة هو في بائها ، وكل ما في بائها هو في نقطتها " ، و إنه لحق لأن[ باء] (¬1) البسملة معناها باء ابتداء أي باسم الله ابتدائي و باء استعانة ،[ ولا يصح أن يبتدأ باسم] (¬2) من لم يعرف ، و لا الاستعانة بمن لم يعرف فصح في ذلك دخول معنى معرفة الله تعالى بجميع توحيده الذي تعبد عباده بمعرفته به ، و لا يصح الاستعانة إلا بمعروف ، و على شيء يطلبه منه المستعين ، و لا يستعين به إلا من عرفه ، و الأشياء لا يحيط بكلها إلا الله تعالى ، و المستعين به لا بد و أن يكون يستعين به سؤالا يريد منه شيئا اتصالا أو دفعا ، أو على معرفة شيء ، أو على اعتقاد، أو على عمل شيء ، أو على ترك شيء ، و ذلك[155/ب] الشيء لا بد إما أن يكون من أمر الدين ، أو من الدنيا ، أو من أمور الآخرة و لا يحصى ما سيطلبه و يستعين عليه عباده لذلك إلا هو سبحانه و تعالى .

فصح أن جميع هذه المعاني كلها قد تضمنها باء البسملة ، و لا يصح الابتداء في قراءتها فيها إلا بكسرها فصارت النقطة دليل على كسرها ؛ لأن شكل الكسرة لا يكون إلا في أسفل الحرف ، فقامت النقطة مقام الكسرة ، إذا ثبت الابتداء بها ، و صح أن جميع ما في الباء من المعاني هي في نقطة باء البسملة ؛ [148/ج] لأنه لا يكون باء ابتداء و لا باء استعانة إلا إذا بدأ بذكرها في البسملة من النقطة القائمة مقام الكسرة .

¬__________

(¬1) سقط في ب.

(¬2) سقط في ب.

Page 194