182

Tanwir Cuqul

تنوير العقول لابن أبي نبهان تحقيق؟؟

Genres

و هذا كله تفصيل باطل ؛ لأن حقيقة السكر هو فساد العقل حتى لا يكون عاقلا العقل الصحيح بشيء دخل عليه فاعله حتى فسد ، فلا فرق بين معنى السكر و الإفساد[79/أ] ، إذ حقيقة معنى السكر هو فساد العقل ،و إفساده بشيء يفسده ، و إن اختلفت أحوال السكران بذلك الإفساد فلا يفترق المعنى فيه ، و لا الحكم عليه ، و المرخي للأعضاء هو أشد إسكارا من الذي لم يبلغ بفعله إلى ذلك ، فإن أكل جوز البنج الأسود (¬1) أشد فسادا للعقل من التتن ، و البنج المعروف الذي يسكر به يستعملوه من الخمر ، و المعنى أنه أشد سكرا ، فلا يقال أنه غير مسكر به هو مفسد للعقل كما لا يصح القول في الخمر إن أسكر العقل أنه غير مفسد للعقل ، بل هو مسكر له ؛ لأنه من تناقض القول ، و إن كان قد يفسد العقل ما هو في الحكم غير سكران به ، و في التسمية مثل ألم أصابه فضيع عقله حتى صار مجنونا به أو معتوها ، و لكن لو قيل أسكرت عقله هذه العلة بمعنى أفسدته حتى جن بها جاز ، و الخمر لو لم يفسد العقل لم يحرم ، و كثير ممن مات بشربة[148/ب] دخان التنباك ، و كثير ممن سقط بعضه في النار و لم ينتبه إلا أن صرفه عنها من رآه ، و قد [141/ج] شاهدت شاربا دخان فوقعت رجلاه في النار فجاء آخر و صرفهما عنها .

¬__________

(¬1) ضرب من النبات ، و يتخذ للإسكار ، ابن منظور ، لسان العرب(2/216) ، دار صادر ، بيروت ، ط1 2001.

Page 183