231

Tanbih Ghafilin

تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين وتحذير السالكين من أفعال الجاهلين

Investigator

عماد الدين عباس سعيد

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

يعلم به صحته من سقمه وهو أن يرى أنه كالمكره في دخوله عليهم وكلامه معهم ويود أن لو كفي بغيره ولو انتصر المظلوم بسواه، ولا يتبجح بصحبتهم ولا بالاجتماع عليهم ولا يجري في فلتات لسانه قلت للسلطان وقال لي السلطان وانتصر بي فلان فنصرته وطلب مني المساعدة فلان فساعدته ونح ذلك.
ولو قدم السلطان عليه أحدًا وقربه واعتقده وقام بما كان هو قائم به من المعروف لما شق عليه ذلك، بل يجد عنده انشراحًا بذلك وفرحًا به إذ كفاه الله التعرض إلى هذا الخطر العظيم بما لا يثق بصحة قصده، ولا يقطع بإخلاص نيته في القيام به وتقلده من تقلده وحصل هو على أجر نيته في ذلك.
فهذه الأحوال كلها مما يدل على صحة قصده وإن كان بعكس هذه الأمور فهو فاسد النية إذا بانت هذه العلامات أن ما قصده إلا طلب المنزلة عندهم وقيام الجاه عند/ العامة، والتميز على الأقران ونحو ذلك من القاصد الفاسد التي لا تنحصر والله تعالى مقلب القلوب ولا يغرب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
ومنها أن يكون بين المتباغضين ذا وجهين ولسانين يأتي هؤلاء بوجه ولسان وهؤلاء بوجه ولسان:
وهذه صفة المنافقين.
وخرج أبو داود وابن حبان في صحيحه عن عمار بن ياسر – ﵁ – قال: قال رسول الله ﷺ:
«من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار».
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الصمت" والطبراني عن أنس – رضي

1 / 244