41

يقال : النبيء والنبي بالهمزة والإدغام ، فإذا كان بالهمزة ، فهو مأخوذ من النبأ ولا إشكال ، وإذا كان بالإدغام ، فيصح فيه وجهان :

أحدهما : أن يكون - أيضا - من النبأ إلا أنه سهلت فيه الهمزة بالبدل .

وثانيهما : أن يكون من النبوة فقلبت فيه الواو ياء فأدغم الياء في الياء .

وكذلك يقال فيه النبوءة والنبوة بالوجهين المذكورين - أيضا - أعني الهمزة مع المد أو الإبدال مع الإدغام . وقد قرئ بالوجهين في القرآن في { النبوءة }(¬1).

فإن قلت : فهل يجوز أن يقال النبيء لكل مخبر أو لكل رفيع القدر من الناس ؟ لأن ذلك صادق فيه لغة .

قلت : لا يجوز ذلك ، وإن كان(¬2)صادقا من جهة اللغة .

قوله : (( الدعوة والنبوءة )) يظهر منه : أن الرسول والنبيء متباينان ، لأن قوله :

(( الدعوة )) تقدم لنا أن معناها : المطالبة ، والمطالبة تتضمن الرسالة ، لأن الرسول يطالب العباد بالعبادة وهذا [هو](¬3)القول الصحيح عند العلماء .

واختلف العلماء في النبي والرسول(¬4)، هل هما مترادفان أو متباينان على قولين :

Page 99