364

فعلة إثبات الألف في { السيات } إذا : هي مخافة توالي حذفين في كلمة واحدة ، وهو معنى قول الناظم : (( إذ سلبوه الياء )) ، لأنهم لما حذفوا منه صورة الهمزة خافوا إن حذفوا منها {الألف - أيضا - أن يجتمع في الكلمة حذفان }(¬1).

واعترض بعض الشراح(¬2)هذه العلة ، فقال : "هذا التعليل ينتقض بحذف الألف في { خاطين } و{ خاطون }(¬3)و{ خاسين }(¬4)، فإنهم حذفوا فيها الألف مع سلب الياء منها ، فسلب الياء موجود في هذه الألفاظ كما هو موجود في { السيات } ، فقال : بل ألف { السيات } أحق وأولى بالحذف من { خاطون } و{ خاطين } و{ خاسين } ، لوجهين : أحدهما : أن [لفظ](¬5){ السيات } أكثر دورا في القرآن من هذه الألفاظ .

الثاني : أن { السيات } جمع مؤنث ، وهذه الألفاظ جمع مذكر ، والمؤنث أثقل من المذكر ، فالأولى حذف الألف في { السيات } كما هو محذوف في هذه الألفاظ المذكورة لوجود العلة في الجميع " .

قلت : الفرق بين { السيات } وهذه الألفاظ : أن الحذفين(¬6)في { السيات } متواليان من غير حائل بينهما ، بخلاف الحذفين في { خاطون } و{ خاطين } و{ خاسين } ، لأن الحذفين في هذه الألفاظ حال بينهما حرف وهو الطاء في { خاطون } و{ خاطين } والسين في { خاسين } ، والحذفان في الكلمة بغير حائل أجحف(¬7)وأثقل من الحذفين وبينهما حائل . فمن أجل هذا أثبت الألف في { السيات } دون هذه الألفاظ .

Page 429