317

ذكر الناظم في هذا البيت : أن المحذوف من ألفاظ { البنات } ثلاثة ألفاظ ، لأن قوله : (( ثم بنات )) معطوف على قوله : (( وجاء ربانيون عنه بحذف [مع ربانيين](¬6)) ، أي : ثم جاء بالحذف عن أبي داود - أيضا - بنات في ثلاث كلمات الكلمة الأولى : في النحل ، وهي قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات سبحانه? ولهم ما يشتهون }(¬1).

والثانية : في سورة الأنعام ، وهي قوله تعالى : { وخرقوا له? بنين وبنات بغير علم }(¬2).

والثالثة : في سورة والطور ، وهي قوله تعالى : { أم له البنات ولكم البنون }(¬3)

وقوله : (( له )) قيد لهذا اللفظ ، ولم يقيده بالسورة ، لأن النظم لم يتزن له إلا بذلك فذكر الناظم أن المحذوف من لفظ { البنات } : هو هذه المواضع الثلاثة ، وما عدا هذه الألفاظ الثلاثة من لفظ { البنات } ، فهو ثابت الألف(¬4).

واعترض هذا البيت بأن قيل : لأي شيء ذكر النظم حذف الألف في ألفاظ البنات؟ مع أنه مندرج في العموم المتقدم في قوله(¬5)(( من سالم الجمع الذي تكررا )) ، والمقصود هاهنا أن يذكر ما خرج عن ذلك العموم بالإثبات اتفاقا أو خلافا .

أجيب عن هذا بأن قيل : يفهم من ذكر المحذوف من { البنات } ، أن كل ما عدا هذه المواضع الثلاثة ثابت الألف ، فقد ذكر الناظم هاهنا المستثنى(¬6)بالإثبات في المعنى ، وإن لم يذكره بالنص ، فإن حكم المسكوت عنه يفهم من المنطوق به .

فإن قلت : فهلا يذكر الثابت من ألفاظ البنات ويفهم من ذلك حكم الباقي .

Page 381