178

واعترض قوله : (( كتاب المقنع )) بأن فيه إضافة الشيء إلى نفسه ، لأن الكتاب هو المقنع والمقنع هو الكتاب ، [ فالمقنع في الحقيقة هو صفة للكتاب ، ولا تصح إضافة الموصوف إلى صفته ، فلا يجوز أن تقول : زيد العاقل ، بإضافة زيد إلى العاقل ، لأن الموصوف مع صفته ، كالشيء الواحد ، والشيء الواحد لا يضاف إلى نفسه ، لأن المقصود بالإضافة هو تعريف المضاف ، أو تخصيصه بالمضاف إليه ، والشيء الواحد لا يتعرف ولا يتخصص بنفسه ، فقول الناظم إذا : (( كتاب المقنع )) فيه إضافة الموصوف إلى صفته وذلك ممنوع عند البصريين(¬1)] .

أجاب بعضهم عن هذا : [ بأن ليس هذا من باب إضافة الموصوف إلى صفته ، وإنما هذا من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه ، فقول الناظم : (( كتاب المقنع)) ، تقديره على هذا : كتاب الشيء المقنع ، وقال بعضهم : قوله : (( كتاب المقنع )) أتى به الناظم على مذهب الكوفيين القائلين : بجواز إضافة الموصوف إلى صفته واستدلوا بما سمع من ذلك ](¬2)، كقولهم : مسجد الجامع ، و{ علم اليقين }(¬3)، و{ حق اليقين }(¬4)، [و{ عين اليقين } ](¬5).

Page 239