173

وقوله : (( الناس )) يعني بالناس هنا(¬1)العلماء ، وقد قيل لعبد الله بن المبارك(¬2) - رضي الله عنه - من الناس ، قال : العلماء ، فقيل له ومن الملوك ، فقال : الزهاد ، فقيل له ومن السفلة(¬3)، قال : الذين يأكلون الدنيا بالدين .

وقوله : (( عليه )) الضمير يعود على الرسم المذكور أولا في قوله : (( وبعد فاعلم أن أصل الرسم )) .

وقوله : (( كتبا )) ، أي تواليف وتصانيف ، وهو جمع كتاب ، نحو : شهاب وشهب وحجاب وحجب ، ويجوز تسكينه ، فيقال : كتب بسكون التاء تخفيفا ، ولا يجوز [هنا](¬4)في البيت إلا التحريك لضرورة الوزن .

والكتاب يطلق على المصدر ، وعلى المكتوب ، نحو اللباس ، لأنه يطلق على المصدر وعلى الملبوس ، وهو الثوب ، فالمراد من معنى الكتاب هاهنا : المكتوب .

قوله: (( ووضع الناس عليه كتبا )) ، أي كتب العلماء عليها مكتوبات ، أي تأليفات وتصنيفات .

قوله : (( كل يبين عنه كيف كتبا )) معناه : كل واحد منهم يبين عنه كيف كتبا ، فالتنوين في قوله : (( كل )) عوض من الإضافة ، كقوله تعالى : { كل إلينا راجعون }(¬5)، أي كل واحد منهم .

وقوله : (( يبين )) ، أي يوضح ويظهر ، لأن البيان : هو الإيضاح والظهور ، يقال : بان الشيء يبين ، إذا وضح(¬6)وظهر .

قوله : (( عنه )) ، أي عن الرسم المذكور .

Page 234