127

وقد بين ابن الحاجب(¬6)في كتاب الأصول هذا الخلاف ، فقال(¬7): " مسألة في القرآن المعرب ، وهو عن ابن عباس وعكرمة(¬8) - رضي الله عنهم - ، ونفاه الأكثرون لنا : أن المشكاة هندية(¬1)، وإستبرق وسجيل فارسية ، وقسطاس رومية .

قولهم : "اتفقت فيه اللغتان" ، كالصابون والتنور بعيد ، وإجماع أهل العربية على أن نحو : { إبراهيم } منع من الصرف للعجمة والتعريف ، يوضحه المخالف ما ذكره في الشرعية(¬2)، وبقوله: { ءا اعجمي وعربي } ، فنهى(¬3)أن يكون متنوعا .

وأجيب : بأن المعنى من السياق ، أكلام أعجمي ، ومخاطب عربي ، لا يفهمه وهم يفهمونه(¬4)؟ ، ولو سلم نفى التنويع ، فالمعنى أعجمي لا يفهمه " .

السؤال الثامن عشر : لماذا نزل القرآن بلغات عديدة من لغات العرب؟ ، وهل لا نزل بلغة واحدة منها ؟

فإنما ذلك : لأجل التسهيل والتيسير(¬5)، لأنه لو نزل بلغة واحدة من لغات العرب لكان في ذلك مشقة عظيمة ؛ لأن لغات العرب متعددة لا واحدة ، ولأجل هذا قال محمد بن قتيبة في كتاب تأويل المشكل(¬6): وكل هذه الحروف كلام الله - عز وجل - نزل بها الروح الأمين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذلك أنه كان يعارضه في كل شهر من شهور رمضان ، بما اجتمع عنده من القرآن فيحدث [الله](¬7)إليه من ذلك ما يشاء ، [ وينسخ ما يشاء](¬8)، وييسر على عباده ما يشاء . فكان من تيسيره : أن أمره بأن يقرئ كل قوم بلغتهم ، وما جرت عليه عادتهم .

Page 187