122

فقال أبو محمد بن قتيبة في كتاب تأويل المكشل(¬1): يجوز ذلك ولكن هذا على طريق المجاز ، والأفضل أن يكتبه على ترتيب المصحف ، ودليل ذلك(¬2): أنه - عليه السلام - مر ببلال(¬3)وهو يقرأ آية من سورة كذا وآية من سورة كذا ، فسأله - عليه السلام - عن ذلك ، فقال : أخلط الطيب بالطيب ، فقال له - عليه السلام - : (( اقرأ السورة على هيئتها ))(¬4)[ فنهاه - عليه السلام - عن ذلك ](¬5).

السؤال الثالث عشر : ما سبب الاختلاف في المصاحف بالحذف والإثبات ، والقطع والوصل ، وبالزيادة والنقصان ، وغير ذلك ؟ وهل لا يكتب الحرف على وجه واحد في جميع المصاحف ؟ ، أعني أن تكتب الكلمة في جميع المصاحف بالحذف خاصة ، أو بالإثبات خاصة ، أو بالقطع خاصة ، أو بالوصل خاصة ، أو بالزيادة خاصة ، أو بالنقصان خاصة ، أو بغير ذلك .

فسبب ذلك يختلف باختلاف المسائل والأبواب .

فتارة يكون سببه : الاختصار ، أو الإعلام بالوجوه السبعة التي نزل بها القرآن ، لقوله - عليه السلام - : (( نزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف ، فاقرءوا كيف شئتم ))(¬6)، كما يقال كثيرا في حذف الألف .

Page 182