الخونة الذي يمنعون المسلمين ما
فرضه الله عليهم، وما فرضه الخلفاء رضي الله عنهم من العطاء والصدقات والخراج والزكاة، وما يجري من الأمراء من منعهم العطاء وما يظلمون. فقال عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، ولم يكن أيامه من ذلك شيء، لأنه مات قبل أمير المؤمنين، ذي النورين، عثمان رضي الله عنه، وقبل وقوع الفتن التي حدثت بعد قتل عثمان، رحمه الله،: إذا ضنوا يعني: أمراء بعده عليك بالمفلطحة، يعني: الدراهم، لأنها تضرب وتوسع ولم يقل مخبرا كما ذكر المصنف: إنما ضنوا عليك بالرقاقة، كما قال: ولم يرد بقوله: المفلطحة الرقاقة ولا الخبز المرقق، هذا لا معنى له، ولا يجوز أن يحمل كلام السادة الصحابة على شيء لا معنى فيه ولا يليق بهم، وإنما أراد عبد الله، رضي الله عنه، إذا بخل عليك الأمراء الذين يكونون بعدنا بالعطاء الذي تستحقه في بيت المال، واستأثروا به عليك وعلى غيرك من المسلمين فالزم بيتك، وكل رغيفك، ولا تقف على أبوابهم، ولا تخرج عليهم بالسيف، وأقبل على شأنك الذي يعنيك، ولا تشتغل بذمهم، فسيغنيك الله تعالى عنهم. ولم يكن العطاء رقاقا ولا خبزا كما ذكر المؤلف، وإنما كان العطاء دراهم بيضا واسعة يضربها بنو مروان في أول ولايتهم، وهي المفلطحة التي عنى ابن مسعود، رحمة الله عليه.
Page 280