44

فإن لفظ: (الجرشي)، شريف النسب، لفظ يكرهه السمع، وينبوعنه، ويستغر به. ويجب على الشاعر اجتناب ما كان مثله.

من محاسنها:

ومن محاسنها قوله:

ومن ركب الثور بعد الجواد...أنكر أظلافه والغبب

(وقوله):

وما عاقني غير قول الوشاة...وأن الوشايات طرق الكذب

وقد كان ينصرهم سمعه...وينصرني قلبه والحسب

أي: كان يصغي اليهم بأذنه ولا يصدقهم بقلبه؛ لكرم حسبه ومروءته.

القصيدة التي أولها (من الطويل - والقافية: متدارك):

أغالب فيك الشوق والشوق أغلب...وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب

من عيوبها:

من عيوبها قوله:

وتعذلني فيك القوافي مهمتي...كأني بمدح قبل مدحك مذنب

فإن قوله: وتعذلني فيك القوافي وهمتي

هجو صريح، إلا أنه تستر فيه بالمصراع الثاني.

ومثل هذا الإيهام قوله فيها:

وأي قبيل يستحقك قدره...معد بن عدنان فداك ويعرب

يقول: أي أسرة تستحق أن تنسب إليها. يحتمل: وأنت فوق كل أحد، ويحتمل: وأنت دون كل واحد.

وقد كان طوى كثيرا من مدح كافور على الهجاء. وكان يقول:

Page 44