Tamhid Tarikh Falsafa Islamiyya
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genres
قال ابن خلدون المتوفى سنة 808ه/1406م في مقدمته: «من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم، لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية إلا في القليل النادر، وإن كان منهم العربي في نسبته فهو عجمي في لغته ومرباه ومشيخته، مع أن الملة العربية وصاحب شريعتها عربي.»
فإن اعترض أحد على هذا الاصطلاح، وقال: إن استعمال لفظ «المسلمين» أصح وأصلح من استعمال لفظ «العرب»، قلت: إن هذا أيضا غير مصيب لسببين:
الأول :
أن لفظ المسلمين يخرج النصارى والإسرائيليين والصابئة وأصحاب ديانات أخرى، الذين لهم نصيب غير يسير في العلوم والتصانيف العربية، وخصوصا فيما يتعلق بالرياضيات والهيئة والطب والفلسفة.
والثاني:
أن لفظ المسلمين يستلزم البحث أيضا عما صنفته أهل الإسلام بلغات غير العربية كالفارسية والتركية، وهذا خارج عن موضوعنا، فالأرجح أن نتفق فيما كثر استعماله عند الكتبة الحديثين ونتخذ لفظ «العرب» بالاصطلاح المذكور، أي نسبا إلى لغة الكتب لا إلى الأمة (ج1، ص16-18). (5-2) الرأي المختار في التسمية
وعندي أن هذه الفلسفة قد وضع لها أهلها اسما اصطلحوا عليه؛ فلا يصح العدول عنه، ولا تجوز المشاحة فيه.
فإنا نجد مثلا في كتابي «الشفاء» و«النجاة» لابن سينا المتوفى سنة 428ه/1037م التعبير بالمتفلسفة الإسلامية، ونجد في كتاب «الملل والنحل» للشهرستاني استعمال كلمة «فلاسفة الإسلام» في مواضع متعددة، منها:
المتأخرون من فلاسفة الإسلام مثل يعقوب بن إسحاق الكندي، وحنين بن إسحاق ... إلخ.
47
Unknown page