Tamhid Awail
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
Investigator
عماد الدين أحمد حيدر
Publisher
مؤسسة الكتب الثقافية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
Publisher Location
لبنان
الْحجَّة فِيهِ وَمَا يدريكم أَن الْفلك لَا يجوز أَن يسكن يَوْمًا مَا وَلَا أَن يَتَحَرَّك حَرَكَة مُسْتَقِيمَة فِي إِحْدَى الْجِهَات السِّت وَإِن كُنْتُم لم تَجدوا ذَلِك قطّ فَإِن قَالُوا لِأَن ذَلِك لَو جَازَ لجَاز أَن يَتَحَرَّك المَاء وَالْأَرْض سوم أَنفسهمَا إِلَى فَوق وَأَن تتحرك النَّار سوم نَفسهَا إِلَى أَسْفَل قيل لَهُم مَا أنكرتم من جَوَاز ذَلِك إِن كَانَ هَا هُنَا متحرك يَتَحَرَّك سوم نَفسه بِغَيْر متحرك يحركه وَمَا فِي وجودكم لتعذر هَذَا الْيَوْم مَا يدل على استحالته
ثمَّ يُقَال لَهُم مَا الدَّلِيل أَولا على أَن هَا هُنَا متحركا يَتَحَرَّك سوم نَفسه بِغَيْر محرك يحركه ويخترع فِيهِ الْحَرَكَة أَو من غير أَن يكون قَادِرًا على تَحْرِيك نَفسه ومختارا لذَلِك فَلَا يَجدونَ إِلَى تَصْحِيح ذَلِك سَبِيلا
ثمَّ يُقَال لَهُم فَيجب على اعتلالكم هَذَا اسْتِوَاء طبع الْهَوَاء وَالنَّار وَالْمَاء وَالْأَرْض لِأَن النَّار والهواء يتحركان أبدا صعدا سوم أَنفسهمَا وَلَا يتحركان فِي غير هَذِه الْجِهَة فَيجب اسْتِوَاء طبعهما لِاسْتِوَاء حركتيهما إِن كَانَ اخْتِلَاف الحركات دَالا على اخْتِلَاف الطباع وَكَذَلِكَ يجب اتِّفَاق طبع المَاء وَالْأَرْض لِاتِّفَاق حركتيهما إِلَى جِهَة السّفل وَهَذَا ترك لقَولهم إِن المَاء رطب وَالْأَرْض يابسة والهواء رطب وَالنَّار يابسة فَإِن قَالُوا الأَرْض أقرب حَرَكَة من المركز من المَاء فَوَجَبَ اخْتِلَاف طبعيهما قيل لَهُم فَوَجَبَ مُخَالفَة طبع الصفحة الَّتِي نَحن عَلَيْهَا من الأَرْض لطبع الصفحة الَّتِي تلِي المركز لِأَن ذَلِك أقرب حَرَكَة إِلَى المركز وَكَذَلِكَ القَوْل فِي تركيب الصفحات وَهَذَا ترك قَوْلهم
وَيُقَال لَهُم وَيجب على اعتلالكم هَذَا أَن تقضوا على اتِّفَاق طبع كُلية
1 / 65