Talkhis Sama Wa Calam
تلخيص كتاب السماء والعالم
Genres
ولما تبين له أن الاسطقسات تتولد بعضها من بعض، أخذ يفحص هاهنا عن جهة تولد بعضها من بعض، وهل ما قاله الأقدمون في ذلك مقنع أم لا فقال: إن للقدماء في ذلك رأيين: أحدهما رأي أنبادقليس وديمقريطس وهما اللذان كانا يقولان أن الاسطقسات كامنة بعضها في بعض، وأن الكون إنما يكون بخروج بعضها من بعض. [ 40 ظ: ع ] والرأي الثاني المنسوب إلى أفلاطون وهو الذي كان يرى أن الاسطقسات انما تتكون بعضها من بعض بانحلال المثلثات التي تركبت منها الاسطقسات الفاسدة <إلى المثلثات التي تركب منها الاسطقس الفاسدة> إلى المثلثات التي تركب منها الاسطقس المتكون، وذلك أن هذا الرأي مبناه على أن كثيرا من القدماء كانوا يوجبون لكل واحد من الاسطقسات شكلا خاصا ممن الأشكال ... المركبة من السطوح والمثلثات المتساوية الاضلاع والزوايا المذكورة في كتاب أوقليدس، مثل أنهم كانوا يوجبون للنار الشكل المخروط، أعني الذي يحيط به أربع مثلثات متساوية الأضلاع والزوايا، وللأرض الشكل المكعب، وللماء ذا العشرين قاعدة، وللهواء ذا الثمان قواعد. فلما كانت هذه الأشكال تنحل إلى المثلثات والمثلثات لا تنحل إلى شكل آخر، رأى أفلاطون أن الأسطقسات مركبة من المثلثات، وأن هذه المثلثات يتغير بعضها إلى بعض. وبالجملة كل من يشكل الاسطقسات بشكل خاص ويرى أن فصولها إنما هي في الشكل، فواجب عليه أن يعتقد أن تكوين بعضها من بعض اما أن يكون على هذه الجهة واما على جهة الاستحالة بمنزلة الشمعة التي تنتقل من شكل إلى شكل. ولما كان مبلغ آراء القدماء في تكوين الاسطقسات بعضها من بعض وفي ماهية فصولها الذاتية التي تختلف هو هذا القدر، شرع في الفحص في هذه المقالة عن ذلك وما يقوله في معاندة هؤلاء منحصر في ثلاثة فصول: الفصل الأول: يرد فيه على الذين يقولون بالكمون. الفصل الثاني: يرد فيه أيضا على الذين يقولون بتركيب الاسطقسات من المثلثات وانحلالها إليها. الفصل الثالث: يرد فيه بالجملة على الذين يشكلون الاسطقسات ويجعلون فصولها الذاتية التي يخالف بعضها بعضا في الأشكال.
الفصل الأول
Page 324