44

Talekh Al-Azhia fi Ahkam Al-Ad'ia

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Investigator

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Publisher

دار البشائر الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426 AH

Publisher Location

بيروت

وكما تُشرع الصلاة عليه ﷺ، تُشرع على سائر الأنبياء(١).

وقد سئل الإِمامُ الغزالي: ما معنى صلاة الله على نبيّه وعلى المصلين عليه؟

وما معنى صلاتِنا وصلاةِ الملائكةِ عليه؟ وما معنى استدعائه أُمَّتَه الصلاةَ عليه: أيرتاح لذلك أم هو منفعةٌ على أُمَّتِه؟

فأجاب: أمَّا صلاة الله على مَن ذُكِر، فمعناه: إفاضة أنواع الكرامات ولطائف النعم(٢).

= وأما الخبر في قضائها الحوائج، ففيه حديث جابر رضي الله عنه، أخرجه ابن منده، كما في ((القول البديع)) (ص ٢٧١)، و ((الأزهية)) (ص ٨٩)، لكن في إسناده أبو بكر الهذلي، قال عنه في ((تقريب التهذيب)) (ص ٦٢٥): ((أخباري متروك الحديث» اهـ، فهو ضعيف جدًّا.

(١) لثبوت ذلك عن النبي ﷺ في عدة أحاديثها، منها: ما جاء في رواية مسلم (١٩٩/١) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، في السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ففيها، «فرأيت النبيَّ ومعه الرُّهيط، والنبيَّ ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحد؛ إذْ رُفع لي سواد عظيم، فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى ﷺ وقومه، ولكن انظر إلى الأفق ... )) الحديث، وأصله في الصحيحين.

ومنها: ما جاء - كذلك - في رواية لمسلم (١/ ١٨٠ - ١٨١) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الشفاعة الكبرى، وفيها: ((فيأتون آدم ﷺ)) و ((فيأتون نوحاً ﷺ)) و((لكن ائتوا إبراهيم ﷺ الذي اتخذه الله خليلاً)) و ((لكن ائتوا موسى ﷺ))، والحديث قد رواه البخاري أيضاً لكن ليس فيه لفظة الصلاة التي هي محل الشاهد.

ويحتمل أن تكون الصلاة من الراوي وليس من النبي ﷺ، والله تعالى أعلم.

(٢) وقال كثير من المتأخرين: صلاة الله: رحمته. وقيل: مغفرته. وضعَّف الإِمام =

44