عندنا على ما قال وذلك أن الطاغوت مصدر كالرغبوت والرهبوت والملكوت، فكما أن هذه الأسماء التي هذا الاسم على وزنها آحاد وليست بجموع فكذلك هذا الاسم مفرد وليس بجمع" (^١) فهو حين أعوزه الدليل احتج بالنظير.
ومن ذلك الحمل على المعنى. وقد عنى به أبو علي كثيرًا فهو يقول في باب العدد: "تقول هذه ثلاثة أشخص، تذكر وتلحق التاء، وإن عنيت نساء لأن الشخص مذكر، وقد حمل في الشعر على المعنى فأنث قال:
فكان بصيري … البيت (^٢).
ويستقصي هذه المسألة مستشهدًا لها بالقرآن وقراءاته، وبالرواية أيضًا قال: "وتقول ثلاثة أنفس؛ لأن النفس إنسان وعلى هذا قرئ ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي﴾، وزعم يونس عن رؤبة ثلاث أنفس على تأنيث النفس، وعلى هذا قرئ ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي﴾ (^٣).
وقد يتوسل في سبيل الحمل على المعنى بالقرآن والشعر وآراء النحاة مجتمعة كفعله في تأويل قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى﴾ قال أبو علي: "ثم قال تعالى: ﴿فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾، فلأنه حمله على الإِرث أو لأن القسمة المقسوم، ومثل ذلك قوله:
إذ هي أحوى من الربعى حاجبه … والعين بالأثمد الحارى مكحول
حمله سيبويه على أن المكحول للعين، وروى أبو عثمان وغيره من الأصمعي: أنه كان يتاوله على "إذ هي أحوى حاجبه مكحول والعين بالأثمد" (^٤).