الباب الحادى عشر في المحتسب
وفيه ستة فصول
الفصل الأول فيما جاء عن رسول الله ﷺ في الحسبة
روى الترمذي (٢: ٣٨٩): رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ مرّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: يا صاحب الطعام ما هذه؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال:
أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس؟ ثم قال: من غشّ فليس منا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
وخرج مسلم (١: ٤٠) رحمه الله تعالى عن أبي هريرة أيضا نحوه.
وروى ابن المنذر في «الإشراف» عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي ﷺ أنه وقف على طعام بسوق المدينة فأعجبه حسنه، فأدخل رسول الله ﷺ يده في جوف الطعام فأخرج شيئا ليس بالظاهر، فأفّف رسول الله ﷺ بصاحب الطعام، ثم نادى: أيها الناس لا غشّ بين المسلمين، من غشّنا فليس منا. انتهى.
فوائد لغوية في ثلاث مسائل:
الأولى: في «الصحاح» (٢: ٧٠٧) الصّبرة واحدة صبر الطعام، يقال: اشتريت الشيء صبرة أي بلا وزن ولا كيل. انتهى.