على رسول الله ﷺ وناداه في جماعة الناس: يا محمد إن هذا وهب بن عمير يزعم أنك أمنتني على أن أسير شهرين، فقال له رسول الله ﷺ: انزل أبا وهب، فقال: لا حتى تبيّن لي، فقال له رسول الله ﷺ: انزل فلك تسيير أربعة أشهر.
قال أبو عمر ابن عبد البر (٧١٩): وشهد صفوان، وهو كافر، مع رسول الله ﷺ حنينا والطائف.
واستعاره رسول الله ﷺ حين خرج معه إلى حنين سلاحا، قال: طوعا أو كرها؟ فقال: بل طوعا عارية مضمونة، فأعاره، وأعطاه رسول الله ﷺ من المغانم يوم حنين فأكثر. فقال صفوان: أشهد بالله ما طابت بهذا إلا نفس نبي، فأسلم.
٢- ذكر من توجه في ذلك من النساء
: قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (١٩٣٢): أم حكيم بنت الحارث بن هشام زوجة عكرمة بن أبي جهل، ابن عمها. أسلمت يوم الفتح، واستأمنت النبي ﷺ لزوجها عكرمة، وكان عكرمة قد فرّ إلى اليمن، وخرجت في طلبه فردته حتى أسلم، وثبتا على نكاحهما.
وقال له رسول الله ﷺ لما رآه حين أتت به: مرحبا بالراكب المهاجر، وقال لأصحابه- ﷺ: إن عكرمة يأتيكم فإذا رأيتموه فلا تسبّوا أباه، فإن سبّ الميت يؤذي الحيّ.
فائدتان لغويتان:
الأولى: في «ديوان الأدب» (٢: ١٠٠) غرب يغرب، واغرب عني: أي تباعد بفتح الراء في الماضي وضمها في المستقبل.
الثانية: في «المشارق» (٢: ٢٣٢) لك تسيير أربعة أشهر: أي أمانها تسير فيها آمنا، كما قال تعالى: فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (التوبة: ٢) قيل: اذهبوا آمنين.