رأسه١، ثم ذهبوا به وهو يحمل صليبه٢ إلى موضع يعرف بالجمجمة٣ فصلبوه٤ وسمَّروا يديه على الخشبة: وسألهم شربة ماء، فأعطوه خلًا مذابًا بمر فذاقه ولم يسغه، فنادى على الخشبة: إلهي إلهي لم خذلتني؟ ٥ وجلس الشرط فاقتسموا ثيابه بينهم بالقرعة وجعلوا عند رأسه لوحًا مكتوبًا هذا يسوع ملك/ (١/١٢١/أ) اليهود٦استهزاءً به، ثم جاءوابلصين فجعلوهما عن يمينه وشماله تحقيرًا له٧، وكان اليهود يقولون له: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خَلص نفسك إن كنت ابن الله كما تقول أنزل عن الصليب.
وقال اليهود: هذا يزعم أنه خلص غيره فكيف لم يقدر على خلاص نفسه؟! أن كان متوكلًا على الله فهو ينجيه مما هو فيه٨،
١ رواية متى ٢٧/٢٧-٢٨، ومرقس ١٥/١٦-١٩، ويوحنا ١٩/١-٥، تفيد أن الجنود الذين سخروا من المسيح واضطهدوه هم جنود الوالي بيلاطس. لكن رواية لوقا ٢٣/١١، تفيد بأنهم جنود هيرودس وليس جنود بيلاطس.
٢ نجد حسب رواية متى ٢٧/٣٢، ومرقس ١٥/١١ت، ولوقا ٢٣/٢٦، أن شخصًا مجهولًا يدعى سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلًا من المسيح، لكن يوحنا ١٩/١٦، ١٧، لم يذكر ذلك.
٣ الجمجمة: هي مضوع الجلجثة حيث يزعم النصارى أن المسيح صلب هناك. ويقول نينهام: "وبالنسبة لموضع جلجثة فإن التقاليد تقول: إنه يقع داخل كنيسة القبر المقدس، لا يمكن إرجاعها لأبعد من القرن الرابع، كما أنها لا تزال موضع جدل، ولقد اقترحت أماكن أخرى في عصرنا الحاضر، إلاّ أنّ القطع بواحد منها لا يزال بعيدًا عن التحقيق". (ر: تفسير إنجيل مرقس ص ٤٢٢، فاقوس ص ٢٦٧، ٢٦٨) .
٤ إن هناك اختلافًا واضحًا في تجديد وقت الصلب، حيث يقول مرقس ١٥/٢٥: "وكانت الساعة الثالثة فصلبوه". ا. هـ. لكن يوحنا ١٩/١٤-١٦، يقول: "إن الصلب حدث بعد الساعة السادسة"!!!.
٥ لم ترد هذه العبارة في هذا الموضع بالأناجيل، ولعله وهم من المؤلِّف.
٦ متى٢٧/٣٤-٣٧، مرقس١٥/٢٣-٢٦، لوقا ٢٣/٣٦-٣٨، يوحنا١٩/١٩-٢٩.
٧ يتّفق متى ٢٧/٣٨، ٤٤، مع مرقس ١٥/٢٧، ٣٢، في أن اللصين اللذين صلبا مع المسيح كانا يعيرانه.
لكن لوقا ٢٣/٣٩-٤٣، يذكر أن أحد اللصين كان يعير المسيح، أما اللص الآخر فكان ينهر اللص الأوّل ويطلب الدعاء من المسيح بأن يكون معه في ملكوته. أما يوحنا ١٩/١٨ فلم يذكر شيئًا عن موقف اللصين من المسيح.
٨ متى ٢٧/٣٩-٤٣، مرقس ١٥/٢٩-٣٢، لوقا ٢٣/٣٥-٣٦. أما يوحنا فلم يذكر شيئًا من ذلك. (ر: الإصحاح (١٦".