وقد زعمتم أن [المسيح] ١ صفعه اليهود في رأسه بالقصب [وضَفَّروا] ٢ على رأسه إكليلا من الشكوك وألبسوه ثيابًا حمرًا وسقوه الخلّ عندما عطش، وأنتم في صلواتكم تبتهلون إليه بالأدعية، فما بالكم لا تقولون: يا من صفعه اليهود في رأسه وبصقوا في وجهه / (١/٨٧/أ) واقتسموا ثيابه بينهم بالقرعة واستعار على خشبته وقرن باللصوص - افعل بنا كذا!
- الدلالة على استعمال المسيح المجاز والاستعارات:
- فإن تلاميذه كانوا [معافين] ٣ مما ابتلى به المتأخرون من النصارى قال متى: "بينا يسوع جالسا يتكلم على الناس إذ قيل له: أمك وأخوتك بالباب يطلبونك، فقال: من أمي ومن أخوتي، ثم أومأ بيده إلى تلاميذه وقال: هؤلاء هم أمي وإخوتي، وكل من صنع مشيئة أبي الذي في السماوات فهو أخي وأختي وأمي"٤.
قلت: هو ذا المسيح ﵇ قد أعرف في التجوز والتوسع والاستعارة حتى سمى المطيع لله قريبًا له من هذه الجهات فجعله أمًا له وأختًا وأخًا، وإذا كان النصارى لا يجرون على ظاهر هذا اللفظ، بل يحملونه على ما يليق به من التأويل فكذلك يلزمهم في لفظ البنوة والأبوة، فإنه كما يستحيل أن يكون آحاد الناس أمًا وأختًا وأخًا للمسيح فكذلك يستحيل أن يكون المسيح - وهو رجل من بني إسرائيل يناله من النفع والضرر ما ينال غيره من البشر - ابنًا لله / (١/٨٧/ب) القديم الأزلي.
١ إضافة يقتضيها السياق. والظاهر أنها سقطت من الناسخ.
٢ في ص (ظفروا) والصواب ما أثبته.
٣ في ص (معافون) والتصويب من المحقِّق.
٤ متى ١٢/٤٦-٥٠، مرقس ٣/٣١-٣٥، لوقا ٨/١٩-٢١.