Takhjil
تخجيل من حرف التوراة والإنجيل
Investigator
محمود عبد الرحمن قدح
Publisher
مكتبة العبيكان،الرياض
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤١٩هـ/١٩٩٨م
Publisher Location
المملكة العربية السعودية
Genres
١ ونؤكد ما ذكره المؤلِّف من الأدلة في إثبات البعث الجسماني والتنعم من الأكل والنكاح واللباس وغيره - بذكر دليل سمعي وآخر عقلي - كالآتي: أما الأوّل: وهو الذي نعتمد عليه - أن السمع قد قام على أن الله عزوجل خلق الأشياء واخترعها مبتدعًا لها لا من شيء ولا على أصل متقدم، وإذ هو كذلك فلا متوهم يتعذر عليه إذ ما شاء كان. وقد أخبرنا رسول الله ﷺ الذي قامت به الدلائل الضرورية على صحة نبوته وأنه عن الله عزوجل يخبرنا أن الأكل والشرب والنكاح واللباس هنالك، وهذا قبل أن يخبر به الصادق الأمين ﷺ داخل في حد الممكن. ثم قام دليل على صحته فصار في حد الواجب. وأما الدليل العقلي، فإن الله تعالى خلق جواهرنا وطباعنا تلتذ بالمأكل والمشرب والروائح والملابس والأصوات الموافقة لجوهرنا والوطء، وقد علمنا أن النفس هي الملتذة بذلك، وأن هذه الحواس الجسدية هي الموصلة لهذه الملاذ إلى النفس، فهذه طبيعة جواهر أنفسا التي لا سبيل في وجودها دونها، فإذا جمع الله عزوجل يوم القيامة في دار الجزاء بين أجسادنا بعد تصفيتها من كل كدر وبين أنفسنا عادت الطبيعة كما كانت فجوزيت هنالك ونعمت بملاذها وبما تستدعيه طباعها التي لم توجد قط إلاّ لذلك، إلاّ أن ذلك الطعام غير معاني بنار ولا ذو آفات ولا مستحيل كما أخبرنا تعالى: ﴿لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ﴾ . (ر: الأصول والفروع ص ٧٨، لابن حزم. مقام هامات الصلبان ص ٢٨٠، ٢٨١، للخزرجي باختصار) .
1 / 218