169

Takhjil

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

Investigator

محمود عبد الرحمن قدح

Publisher

مكتبة العبيكان،الرياض

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

فوالله لقد جاء الله بك وإنا لننظم له الخرز لنملكه علينا، فإنه ليرى أنك استلبته ملكًا١، فرفق به ﵇ كما علم ولم يعرض له حتى اخترم. قال متى: "لما دنا يسوع وأصحابه من أورشليم أرسل من جاءه بأتان وجحش فركب وفرش الناس له ثيابهم فارتجَّت المدينة لدخوله وقال الجمع: هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل، فدخل إلى / (١/٤٩/أ) هيكل الله وأخرج الباعة الذين فيه وأمر برفع موائد الصيارف وكراسي باعة الحمام وقال: مكتوب أن بيت الله بيت الصلاة يدعى، وأنتم صيَّرتموه مغارة للصوص وكل مفسد"٢. قلت: هذا الفعل من المسيح قريب من قوله ﵇ حين بال الأعرابي في المسجد: "صبوا عليه ذَنُوبًا من ماء، إن المساجد لم تُبنَ لهذا، إنما بُنِيت للصلاة والذكر"٣. وفي الفصل: أن أحسن أقوال الناس فيه كان قول من يقول: هو نبي من الأنبياء. وفيه: أن المسيح احتاج أن يركب حمارًا من التعب والإعياء وذلك يكذب الأمانة إذ تقول: "إن المسيح من جوهر الله". وقد خلق الله الخلق في ستة أيام وما مسَّه من لغوبٍ، فكيف يفتقر مَنْ هو مِن جوهره إلى المركوب؟! وإنما هو على الحقيقة من جوهر أبيه يعقوب، كما نطق به الإنجيل عن جبريل. ١٢- ومن الدلالة على نبوته إقراره من ينطق بنبوته على ذلك وترك الإنكار عليه:

١ أخرجه ابن إسحاق مختصرًا. (ر: السيرة النبوية ٢/٢٧٠) . والبخاري في كتاب التفسير باب (١٥)، (ر: فتح الباري ٨/٢٣٠)، ومسلم ٣/١٤٢٢ في ساق طويل، والبيقهي في الدلائل ٢/٥٧٦، كلهم من طريق الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما ... فذكره بنحوه. ٢ متى ٢١/١-١٤. ٣ أخرجه البخاري في كتاب الوضوء باب (٥٧، ٥٨)، (ر: فتح الباري ١/٣٢٢، ٣٢٣)، ومسلم ١/٢٣٦، ٢٣٧، وأحمد ٣/١١١، عن أنس بن مالك ﵁. واللفظ لمسلم.

1 / 193