============================================================
الاول من تجريد الأغانى
ويحكى أبو هفان قال : حضرت يوما بعض مجالس قواد الأتراك، وكانت
له ستارة فنصبت ، فقال لها (1) : غن صوت الخمار الأسود للليح . فلم تدرما أراد (1) حتى غتت: * قل للمليحة فى الخمار الأسود * ثم أمسك ساعة، ثم قال لها : غنى : انى خريت وجئت أنتقله * فضحكت ثم قالت : هذا يشبهك ! فلم ندر ما أراد حتى غنت : * إن الخليط آجد منتقله * 0 من بخله وظرف وحكى بعضهم قال : كان الدارمى المكى شاعرا ظريفا ، وكانت(2) متفيات أهل مكة لا يطيب لهن متنزه إلا بالدارمى ، فأ جتمع جماعة منهن فى متنزه لهن ، وفيهن صديقة له ، وكل وآحدة منهن قد واعدت هواها (3) . فخرجن حتى أتين الجخفة(4) وهو معهن . فقال بعضهن لبعض : كيف لنا أن تخلو مع هؤلاء الرجال من الدارمى؟ فإنا إن فعلنا قطعتا فى الآرض قطعا(15 . فقالت لهن صاحبته : أنا آ كفيكنه . قلن : إنا نريد ألا يلومنا . قالت : على أن ينصرف حامدا .
وكان أبخل الناس، فأتته فقالت : يادارمى ، إنا قد تفلنا(6) فاجلب لناطيبا .
قال : نعم ، هو ذا، آتى سوق الجحفة آتيكن منها بطيب . فأتى للكارين
فأكترى حمارا فطار عليه إلى مكة، وهو يقول : (1) كذا فيما بين أيدينا من أصول الأغانى : يريدالجحارية التى أمرها بالغناء . ولم يتقدم لها ذكر:.
(2) تفتت الجحارية: راهقت فحبست ومنمت من اللمب مع الصبيان (3) هواها : من هواه وتحبه: (4) الجعفة : قرية بطريق المدينة على أربع مراحل من مكة . وهى ميقات أهل مصبر والشام إن لم يمروا على المدينة . قإن مرو ابالمدينة فيقاتهم ذو الحليفة (5) أى إنه يمزق أعراضهن وينشر ذلك قى الأرض بين الناس : (2) تفلنا ، أى تغيرت رائحتنا لطول العهد بترك الطيب ،
Page 337