225

============================================================

الأول من تجريد الأغاتى 218

عيناها (1) ، وتحمر وجنتاها، وتذ بذب شفتاها ،وتبادرك الوثبة إذا قمت، ولا تجلس إلا بأمرك إذا جلست .

قال : فقبلها أنو شروان وأمر يإيبات هذه الصفة فى دواوينه . فلم يزالوايتوارتونها حتى أفضى ذلك إلى كسرى أبرويز بن هرمز . فقرأ زيد بن عدى هذه الصفة على النعمان، فشقتعليه، وقال لزيد ، والرسول يسمع : أما فى مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته؟ فقال الرسول لزيد بالفارسية : ما المها والعين ؟ فقال له بالفارسية : كاوان، أى البقر . فأمسك الرسول: وقال زيد للتعمان : إنما أراد الملك كرامتك ، ولو يعلم أن هذا يشق عليك لم يكتب إليك به . فأنزلهما يومين عنده ، ثم كتب إلى كسرى : إن الذى طلب كسرى ليس عندى . وقال لزيد : أغذرنى عند الملك : فلا رجعا إلى كسرى قال زيد للرسول الذى قدم معه : اصدق الملك عما سمعت، فإنى سأحدثه بمثل حديثك ولا أخالفك فيه . فلما دخلا على كسرى، قال زيد : هذا كتابه [إليك]. فقرأه عليه . فقال له كسرى : وأين الذى كنت خبرتنى به ؟ قال : قد كنت خبرتك بضنتهم بنسائهم على غيرهم ؛ وإن ذلك من شقائهم واختيارهم الجوع والعرى على الشبع والرياش، وإيثارهم السموم والرياح على طيب أرضك هذه ، حتى إنهم ليسئونها السجن . فسل هذا الرسول الذى كان معى عما قال ، فإنى أكرم الملك عن مشافهته بما قال وأجاب به : قال للرسول نوما قال بفقال له الرسول : ([أيها الملك]، إنه قال: أما فى بقر فارس والسواد ما يكفيه عن طلب ما عندنا . فعرف الغضب فى وجهه ، ووقع فى قلبه منه ماوقع، ولم يزد على أن قال : رب عبد قد أراد ما هو أشد من هذا، ثم صار أمره إلى التباب! وشاع هذا الكلام حتى بلغ الثعمان ، وسكت كشرى أشهرا (1) المحملق من الأعين : ماحول مقلتيها بياض لم يخالطه سواد

Page 225