222

============================================================

آخبار عدى بن زيد 19

قد مات منذ أيام . فقال له النعمان: أيبعث بك الماك إلى فتدخل إليه قبلى اكذبتا ولكنك أردت الرشوة والخبث، وتهدده . ثم زاده جائزة وأكرمه، وتوئق منه ألا يخبر كسرى إلا أنه قد مات قبل أن يقدم عليه . فرجع الرسول إلى كسرى وقال: إنى وجدت عديا قد مات قبل أن أدخل عليه. وندم النعمان على قتل عدى ، وعرف آنه احتيل عليه فى أسره، وأجترأ أعداؤه عليه وهلبهم هيبة شديدة .

ثم إنه خرج الى الصيد ذات يوم: فلقى ابنا لعدى يقال له : زيد . فلما رآه عرف ابنطع بكتب شبهه فقال له : من أنت ؟ قال: أنا زيد بن عدى . فكلمه ، فإذا غلام ظريف ، ففرح به فرحا شديدا وقربه وأعطاه ووصله ، وأعتذر إليه من أمر أبيه وجهزه .

ثم كتب إلى كسرى : إن عديا كان ممن أعين به الملك فى نصحه ولبه ، فأصابه مالابدمنه ، وأنقطعت مدته وانقضى أجله، ولم يصب به أحد أشد من مصيبتى ؛ وأما الملك فلم يكن ليفقد رجلا إلا جعل الله له منه خلفا، لما عظم الله من ملكه وشأنه . وقد بلغ أبن له ليس بدونه ،رأيته يصلح خدمة الملك فسرحته إليه .

فإن رأى الملك أن يجعله مكان أبيه فليفعل ، وليصرف عمه عن ذلك إلى عمل آخر.

فكان هوالذى بلى المكاتبة عن الملك إلى ملوك العرب فى أمورها وفى خواص أمور الملك . وكانت له وظيفة موظفة فى كلسنة : مهران أشقران ، والكمأة الرطبة فى حينها، واليابسة والأقط : وسائر تجارات العرب. وكان زيد بن عدى يلى ذلك له . وكان هذا عمل عدى: فلماوقع زيد بن عدى عند الملك هذا الموقع ، سأله كسرى عن النعمان،

فأحسن الشاء عليه . ومكث على ذلك سنوات على الأمر الذى كان أبوه عليه، وأعجب به كسرى . وكان يكثر الدخول عليه والخدمة له : وكانت لملوك العجم صفة من النساء مكتوبة عندهم ، وكانوا يبعثون فى تلك كيد زيد التعمان عند كسرى الأرضين بتلك الصفة ، فإذا وجدت حملت إلى الملك، غير أنهم لم يكونوا يطلبونها فى أرض العرب . فأمر فكتب بها إلى النواحى . ودخل إليه زيد بن

Page 222