186

Ta'jil al-Nada bi Sharh Qatr al-Nada

تعجيل الندى بشرح قطر الندى

Genres

٢- مبين لنوع عامله، بأن يدل على هيئة صدور الفعل، نحو: رجع القهقرى (١)، نظرت للعالم نظر الإعجاب والتقدير، قال تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (٢) . فـ (الصفح) مفعول مطلق منصوب، (الجميل) وصف منصوب. ٣- مبين لعدد عامله، بأن يدل على مرات صدور الفعل نحو: قرأت الكتاب قراءتين. قوله: (وَقَدْ يَنُوبُ عَنْهُ غَيْرُهُ كـ (ضَرَبْتُهُ سَوْطًا)، ﴿فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ (٣) ﴿فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ﴾ (٤) ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤)﴾ (٥) . يجوز حذف المصدر وإنابة غيره عنه. وحكم هذا النائب: النصب دائمًا على أنه مفعول مطلق. وليس بمصدر، إذ مصدر العامل المذكور في الكلام قد حذف. والضمير في قوله: (وقد ينوب عنه) يعود إلى المصدر لا إلى المفعول المطلق كما هو المتبادر، والأشياء التي تنوب عن المصدر كثيرة منها: ١-الآلة التي تستخدم لإيجاد معنى ذلك المصدر المحذوف، نحو: ضربته سوطًا، فـ (سوطًا) مفعول مطلق نائب عن المصدر منصوب بالفتحة. والأصل: ضربَ سوطٍ، فحذف المصدر، وأقيمت آلته مقامه. ٢-عدده. نحو: سجد المصلي أربعًا. فـ (أربعًا) مفعول مطلق نائب عن المصدر المحذوف، والأصل: سجودًا أربعًا. ومنه قوله تعالى: ﴿فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً﴾ (٦) فـ (ثمانين) مفعول مطلق منصوب بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والأصل: جلدًا ثمانين، فحذف المصدر، وأقيم العدد مقامه.

(١) القهقرى: الرجوع إلى الخلف. (٢) سورة الحجر، آية: ٨٥. (٣) سورة النور، آية: ٤. (٤) سورة النساء، آية: ١٢٩. (٥) سورة الحاقة، آية: ٤٤. (٦) سورة النور، آية: ٤.

1 / 186