قال ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلا بهذا وهذا؟
قلت: وهل يقوم الإسلام إلا بهما؟ ...
قال ابن أبي دؤاد: هو والله يا أمير المؤمنين ضال، مضل، مبتدع.» «وجرت مناظرات طويلة بين القضاة والفقهاء الحاضرين وبين ابن حنبل، يوما ويوما وثالثا، وكان ابن حنبل في كل مرة يسكتهم بقوة حجته، وقد كان الخليفة المعتصم يتلطف إلى ابن حنبل، ويعده بأحسن الجزاء لو أنه عدل عن إصراره.»
قال المعتصم: يا أحمد، أجبني إلى هذا حتى أجعلك من خاصتي، وممن يطأ بساطي.
قلت: يا أمير المؤمنين! يأتوني بآية من كتاب الله أو سنة عن رسول الله، حتى أجيبهم إليها.
قال إسحاق بن إبراهيم - نائب بغداد - الذي كان أجرى المحنة أولا: يا أمير المؤمنين! ليس من تدبير الخلافة أن تخلي سبيله ويغلب خليفتين.
قال الخليفة: خذوه، واخلعوه، واسحبوه. «فجيء بحاملي السياط، وجردوه من ثوبه، وأوقفوه بين حاملي السياط.»
قلت: يا أمير المؤمنين! الله، الله! إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، إلا بإحدى ثلاث ...» فبم تستحل دمي ولم آت شيئا من هذا؟ يا أمير المؤمنين! اذكر وقوفك بين يدي الله كوقوفي بين يديك.
Unknown page