Tagarib al-umam wa-taʿaqub al-himam

Miskawayh d. 421 AH
140

Tagarib al-umam wa-taʿaqub al-himam

تجارب الأمم وتعاقب الهمم

Investigator

الدكتور أبو القاسم إمامي

Publisher

دار سروش للطباعة والنشر

Edition Number

الثانية للأجزاء ١ - ٢

Publication Year

والأولى للأجزاء ٣ - ٨

Publisher Location

طهران ٢٠٠٠ م- ٢٠٠٢ م

Genres

History
واحتمل سابور النضيرة بنت الضيزن، فأعرس بها بعين التمر. فذكر أنّها لم تنم، وتضوّرت [١] ليلتها من خشونة فرشها وهي من حرير محشوّة بالقزّ. فالتمس ما كان يؤذيها. فإذا ورقة آس، ملتزقة بعكنة [٢] من عكنها قد أثّرت فيها من لين بشرتها. فقال لها سابور: «ويحك! بأىّ شيء كان يغذوك أبوك؟» فقالت: «بالزبد، والمخّ، وشهد الأبكار من النحل، وصفو الخمر.» قال: «وأبيك لأنا أحدث عهدا بك، وأوتر [٣] لك من أبيك، الذي غذّاك بما تذكرين.» فأمر رجلا، فركب فرسا جموحا، ثم عصب غدائرها بذنبه، ثم استركضها، فقطّعها قطعا. [١٣٠] وقد أكثر الشعراء في ذكر الضيزن هذا، وإيّاه عنى عدىّ بن زيد بقوله: وأخو الحضر [٤]، إذ بناه وإذ دج ... لة تجبى إليه، والخابور شاده مرمرا، وجلّله كل ... سا، فللطّير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد ال ... ملك عنه، فبابه مهجور [٥] توالى ستة ملوك ومضت أيّام سابور، وهي ثلاثون سنة، حميدة. وفي أيّامه ظهر مانى

[١] . تضوّر: تلوّى وصاح من وجع الضرب والجوع ونحوهما. [٢] . العكنة: ما انطوى تثنى من لحم البطن. [٣] . الطبري: أوثر، آثر. [٤] . مط: الحصن. [٥] . تجد الأبيات في الطبري (٢: ٨٣٠)، وفي الوفيات (٧: ٢٤٥)، وفي ديوان عدىّ: (٨٤) .

1 / 146