202

Al-Tāj al-mukallal min jawāhir maʾāthir al-ṭirāz al-ākhir waʾl-awwal

التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

قطر

Genres

ألا رُبَّ وجهٍ في التراب عتيقِ ... ألا ربَّ رامٍ في التراب رفيقِ
أرى كلَّ حيٍّ هالكًا وابنَ هالك ... وذو حسب في الهالكين عريقِ
فقل لمقيم الدار: إنك ظاعِنٌ ... إلى سفرٍ نائي المحلِّ سحيقِ
إذا امتحنَ الدنيا لبيبٌ، تَكَشَّفَتْ ... له عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ
٢١٧ - عبد الغني بن عبد الواحد بنِ عليِّ بنِ سرورٍ، الجماعيليُّ، المقدسيُّ، الحافظُ، الزاهدُ، أبو محمدٍ، ويلقب: تقي الدين، حافظُ الوقت، ومحدِّثُه
ولد سنة ٥٤١، وقيل: سنة ٥٤٣، وقيل: سنة ٥٤٤، قدم دمشق، وسمع من حفاظها، ورحل إلى بغداد، وقرأ على الشيخ عبد القادر شيئًا من الحديث، ورجع إلى الإسكندرية، وسمع بها من الحافظ السلفي، وأكثر عنه - حتى قيل: لعله كتب عنه ألف جزء -، وسافر إلى أصبهان وهمدان وموصل، وسمع من حفاظها، وعاد إلى دمشق، ولم يزل ينسخ ويصنف ويفيد المسلمين، ويعبد الله.
قال الحافظ الضياء: كان عبد الغني أميرَ المؤمنين في الحديث. قال: ورأيت فيما يرى النائم وأنا بمدينة مرو - كأن الحافظَ عبدَ الغني جالس، والإمام محمد بن إسمعيل البخاري بين يديه، يقرأ عليه جزءًا أو كتابًا، وكان الحافظ يرد عليه شيئًا، أو ما هذا معناه. قال: وجاء رجل إليه، فقال: رجل حلف بالطلاق إنك تحفظ مئة ألف حديث، فقال: لو قال أكثرَ لصدق. قال التاج الكندي: لم ير الحافظ مثلَ نفسه، وما رأيت أحفظَ منه. وأنشد ربيعة بن الحسن فيه شعر:
يا أصدقَ الناسِ في بَدْوٍ وفي حَضَرٍ ... وأَحفظَ الناس فيما قالت الرسلُ
إنْ يحسدوك فلا تَعْبَأْ بقائِلِهم ... هُمُ الغثاءُ وأنتَ السيدُ البَطَلُ
وأنشدت فيه:
إن قِيسَ علمُك في الورى بعلومِهم ... وجدوكَ سَحْبانا وغيرك باقِلُ
ذكره ابن النجار في "تاريخه"، وقال: حدَّث بالكثير، وصنف التصانيف الحسنة في الحديث، وكان كثيرَ العبادة، ورعًا، متمسكًا بالسنة على قانون السلف، ولم يزل يحدث إلى أن تكلم في الصفات والقرآن بشيء أنكره عليه أهل

1 / 203