kitab al-tag fi ihlaq al-muluk

al-gahiz d. 255 AH
48

kitab al-tag fi ihlaq al-muluk

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Investigator

أحمد زكي باشا

Publisher

المطبعة الأميرية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Publisher Location

القاهرة

تغدى في موضعه ذلك، ودعا بثياب من خاص كسوته، فألقيت على الرجل، وأكل معه، وقال له: كيف أغفلت النظر إلى موطيء حافر دابتك؟ قال: أيها الملك! إن الله إذا أنعم على عبدٍ بنعمة، قابلها بمنحةٍ، وعارضها ببلية، وعلى قدر النعم تكون المحن. وإن الله أنعم علي بنعمتين عظيمتين هما: إقبال الملك علي بوجهه من بين هذا السواد الأعظم، وهذه الفائدة وتدبير هذه الحرب التي حدث فيها عن أردشير، حتى لو رحلت إلى حيث تطلع الشمس أو تغرب، كنت فيه رابحًا. فلما اجتمعت نعمتان جليلتان في وقت واحد، قابلتهما هذه المحنة، ولولا أساورة الملك وخدمه وحسن جده، كنت بمعرض هلكة. وعلى ذلك، فلو غرقت حتى أذهب عن جديد الأرض، كان قد أبقى لي الملك ذكرًا متلدًا، ما بقي الضياء والظلام. فسر الملك، وقال: ما ظننتك بهذا المقدار الذي أنت فيه!. بين معاوية والرهاوي وهكذا يحكى عن أبي شجرة، يزيد بن شجرة الرهاوي، أنه بينا هو يساير معاوية

1 / 53