حاول بالدوين أن يمنع نفسه من النظر في عينيها مباشرة. كانت تسري في جسده دفقات من الاهتياج، مما أصاب ساقيه بالوهن والارتجاف.
قال جاس: «سأخبرك بما سنفعله. أقترح أن نأخذ جميعا عربة أجرة بحصان إلى ماك جلليكادي الهرم، وأن نتناول شرابا في الحانة الخاصة ... على حسابي. إنني بحاجة لبعض الشراب ليبهجني. هيا يا نيللي.»
قال بالدوين: «ليتني أستطيع، ولكني للأسف لا يمكنني ذلك. فأنا مشغول للغاية هذه الأيام. ولكن أعطني توقيعك فحسب قبل أن تذهب، وسأحضر لك الشيك غدا ... وقع هنا ... وهنا.»
استند ماك نيل فوق المكتب وكان ينحني فوق الأوراق. شعر بالدوين أن نيللي كانت تحاول أن تعطيه إشارة. أبقى نظره منخفضا. بعد أن غادرا، لاحظ محفظتها، محفظة صغيرة من الجلد بها زهرة بانسي مصهورة على ظهرها، على ركن المكتب. سمع نقرا على الباب الزجاجي. ففتح.
قالت بتلهف وصوت منخفض: «لم لم تنظر إلي؟» «كيف يمكنني ذلك وهو هنا؟» أعطاها المحفظة.
وضعت ذراعيها حول عنقه ولثمت فمه بشدة. «ماذا سنفعل؟ هل آتي بعد ظهيرة اليوم؟ سيسكر جاس حتى يمرض مجددا الآن وقد خرج من المستشفى.» «لا يا نيللي لا أستطيع ... إنه العمل ... العمل ... إنني مشغول في كل دقيقة.» «أوه أجل أنت كذلك ... حسنا، فلتفعل ما شئت.» صفقت الباب.
جلس بالدوين إلى المكتب وهو يعض أنامله دون أن يرى كومة الأوراق التي كان يحدق إليها. نهض واقفا وقال بصوت عال: «يجب أن أنهي الأمر.» مشى جيئة وذهابا في أرجاء المكتب الضيق ناظرا إلى أرفف كتب القانون والرزنامة التي تحوي صورة فتاة من لوحات جيبسون فوق الهاتف ومربع ضوء الشمس المليء بالغبار بجوار النافذة. نظر إلى ساعة يده. إنه وقت الغداء. مرر راحة يده على جبهته وتوجه إلى الهاتف. «ريكتور 1237 ... هل السيد ساندبورن هنا؟ ... ما رأيك يا فيل أن آتي وأصطحبك لتناول الغداء؟ هل تريد الذهاب الآن؟ ... بالتأكيد ... لقد سويتها يا فيل، حصلت لبائع الحليب على تعويضه. أنا في غاية السعادة. وبناء عليه سأرتب لك غداء لائقا ... وداعا حتى نلتقي ...»
ترك الهاتف مبتسما، وأخذ قبعته من فوق شماعتها، ووضعها بعناية على رأسه أمام المرآة الصغيرة فوق الشماعة، وأسرع نازلا الدرج.
في آخر مجموعة من درجات السلم، قابل السيد إيميري صاحب شركة إيميري آند إيميري الكائن مكتبها في الدور الأول. «حسنا يا سيد بالدوين، كيف الحال؟» كان السيد إيميري صاحب شركة إيميري آند إيميري رجلا ذا وجه مسطح، وشعر وحاجبين أشيبين، وفك مثلث الشكل. «جيد جدا يا سيدي، جيد جدا.» «سمعت أنك تؤدي أداء عظيما ... أمر ذو صلة بسكة حديد نيويورك سنترال.» «أوه، سويتها أنا وسيمسبري بعيدا عن أروقة المحاكم.»
قال السيد إيميري صاحب شركة إيميري آند إيميري: «هممم.»
Unknown page