Tahwilat Manhattan

Yasmin Carabi d. 1450 AH
143

Tahwilat Manhattan

تحويلة مانهاتن

Genres

هبت أنفاس رجل إيطالي معبئة برائحة الثوم في وجهها، ثم مرت برقيب بحري، ثم رجل يوناني، ثم شاب صغير أشقر بوجنتين ورديتين، فابتسمت له، ثم مخمور مسن يحاول تقبيلها ... «تشارلي يا بني أوه تشارلي يا بني» ... ثم رجل أملس الشعر، ثم ذو نمش أجعد الشعر، ثم ذو البثور، ثم أفطس الأنف، ثم مستقيم الأنف، ثم راقصون سريعو الخطى، ثم راقصون ثقيلو الخطى ... «جنوبا ... بمذاق قصب السكر في فمي» ... على ظهرها أياد كبيرة، وأياد ساخنة، وأياد متعرقة، وأياد باردة، وتتزايد تذاكر الرقص معها حتى تصبح رزمة في قبضة يدها. هذا الرجل راقص فالس جيد، ويبدو رجلا أنيقا في بذلته السوداء.

همست: «يا إلهي، أنا متعبة.» «لا يرهقني الرقص أبدا.» «أوه، إنه الرقص مع الجميع بهذا الشكل.» «ألا تريدين أن تأتي وترقصي معي بمفردنا في مكان ما؟» «حبيبي ينتظرني.»

دون شيء سوى صورة

أشكو لها همي ...

ماذا سأفعل ...؟

سألت رجلا عريض الصدر يبدو منتبها: «ما الوقت الآن؟» «الوقت الذي تعارفنا فيه يا أختاه ...» هزت رأسها. انطلقت الموسيقى فجأة بنشيد الوداع. ابتعدت عنه وركضت إلى المنضدة وسط حشد من الفتيات يتدافعن لتسليم تذاكر الرقص. تقول فتاة شقراء عريضة الوركين: «أخبريني يا آنا ... هل رأيت ذلك الأحمق الذي كان يرقص معي؟ ... يقول لي أراك لاحقا وأنا أقول له أراك محشورا في الجحيم ... ثم يقول يا إلهي ...»

الفصل الثالث

الأبواب الدوارة

تتنقل القطارات ذهابا وإيابا كالديدان المتوهجة في الغسق عبر الأطياف الخافتة الضبابية للجسور المتداخلة كشبكة العنكبوت، والمصاعد تصعد وتهبط في آبارها، وتومض أضواء الميناء.

كعصارة النبات في أول موجة صقيع يبدأ الرجال والنساء في الساعة الخامسة في الانجراف تدريجيا خارجين من المباني الشاهقة في وسط المدينة، في حشود رمادية الوجه تغمر المترو والأنفاق، وتتلاشى تحت الأرض.

Unknown page