Tahwilat Manhattan

Yasmin Carabi d. 1450 AH
140

Tahwilat Manhattan

تحويلة مانهاتن

Genres

كانا يتمشيان ذاهبين لتناول العشاء عبر الثلج. تساقطت رقاقات الثلج من حولهما وتوهجت الشوارع باللون الأزرق، والوردي، والأصفر، وتشوشت الرؤية. «أكره أن أراك تقبلين هذه الوظيفة يا إيلي ... يجب أن تستمري في تمثيلك.» «ولكن يا جيمبس، يجب أن نعيش.» «أعلم ... أعلم. لم تكوني في كامل وعيك بالتأكيد يا إيلي عندما تزوجتني.» «أوه، دعنا لا نتحدث في الأمر بعد الآن.» «دعينا نقض وقتا ممتعا الليلة ... إنها أول ليلة تتساقط فيها الثلوج.» «هل هذا هو المكان؟» وقفا أمام باب قبو غير مضاء ومغطى بشبكة محكمة التشابك. «لنحاول.» «هل رن الجرس؟» «أظن ذلك.»

انفتح الباب الداخلي ونظرت بالخارج إليهما فتاة ترتدي مئزرا وردي اللون. قال بالفرنسية: «مساء الخير يا آنسة.» «آه ... مساء الخير يا سيدي، ويا «سيدتي».» دلتهما إلى داخل قاعة مضاءة بالغاز تفوح منها رائحة الطعام ومعلقة بها المعاطف والقبعات والأوشحة. عبر باب ذي ستائر نفث المطعم في وجهيهما نفسا حارا من الخبز وشراب الكوكتيل وزبدة القلي والعطور وأحمر الشفاه والحديث الذي تتخلله القعقعة والجلجلة.

قالت إلين: «بمقدوري أن أشم رائحة الأفسنتين. لنثمل بشدة.» «يا إلهي، هذا كونغو ... ألا تتذكرين كونغو جيك من حانة سي سايد؟»

وقف ضخما في نهاية الممر يومئ إليهما. كان وجهه مسودا للغاية وكان له شارب أسود لامع. «مرحبا يا سيد هيرف ... كيف حالك؟» «لم يصبني مكروه. أريد أن أعرفك يا كونغو على زوجتي.» «إن لم تكن تمانع أن ندخل إلى المطبخ، فسنتناول مشروبا.» «بالطبع لا ... إنه أفضل موقع في المكان. عجبا، أنت تعرج ... ماذا فعلت بساقك؟!»

بمزيج من الفرنسية والإنجليزية: «اللعنة ... لقد تركتها في إيطاليا ... لم أستطع أن أجلبها معي بمجرد أن بتروها.» «كيف حدث ذلك؟» «وقع شيء أحمق لعين فوق جبل مونت تومبا ... أعطاني زوج أختي طرفا اصطناعيا شديد الجمال ... اجلسا هناك. انظري يا سيدتي، هل يمكنك التفريق بين ساقي؟»

قالت إيلي ضاحكة: «كلا، لا أستطيع .» جلسوا إلى طاولة رخامية صغيرة في ركن المطبخ المزدحم. كانت هناك فتاة تقدم الصحون إلى طاولة من الخشب الرقيق في المنتصف. واثنان من الطهاة يعملان عند الموقد. كان الهواء غنيا بروائح الأطعمة التي تتصاعد منها أصوات أزيز الدهون. عرج كونغو راجعا إليهما بثلاث كئوس على صينية صغيرة. وقف بجوارهما وهما يشربان.

قال وهو يرفع كأسه: «في صحتكما. كوكتيل الأفسنتين، كما يصنعونه في نيو أورلينز.» «إنه مذهل.» أخرج كونغو بطاقة من جيب صدريته مكتوب عليها بالفرنسية:

مركيز بلدية كولومييه

واردات

ريفرسايد 11121 «ربما تحتاج شيئا يوما ما ... لا أتعامل في شيء سوى واردات ما قبل الحرب. أنا أفضل مهرب في نيويورك.» «إذا حصلت على أي أموال، سأنفقها معك بالتأكيد يا كونغو ... كيف تعثر على عمل؟» «جيد جدا ... سأخبرك بالأمر. الليلة أنا مشغول للغاية ... سأجد لك طاولة في المطعم الآن.» «هل تدير هذا المكان أيضا؟» «لا هذا ملك زوج أختي.» «لم أكن أعرف أن لك أختا.» «ولا أنا.»

Unknown page